تتسابق الدول في خوض ميادين السياحة، والتي أصبحت تمثل عند بعضها مجالاً من مجالات دعم اقتصادها، فتجد الاهتمام الزائد والإعلان المقنن المثير وخصوصاً في أيام الصيف من أجل استقطاب السياح لبلدانها من خلال ما تتمتع به من مزايا فمنها ما يتميز بسحر الطبيعة ومنها ما يتميز بالسواحل الجميلة ومنها ما تشتهر بغاباتها الخلابة وهناك ما تكون روعته في برودة الجو واعتداله. ونحن في بلادنا -المملكة العربية السعودية- نتمتع بميزات تجعلنا في مقدمة جميع الدول سياحياً وأول هذه المميزات أنها ذات مكانة روحية دينية تهف لها القلوب قبل الأجسام وترغب فيها النفوس وتشرئب لها الأعناق؛ ففيها الحرمان الشريفان والأماكن المقدسة، فالسياحة إليهما من أعظم السياحات وزيارتهما من أعظم الزيارات، وإن أردت جمال الطبيعة وبرودة الطقس فتجد ذلك في جنوبها الممتد عبر جبال تهامة وسلسلة جبال السروات أبها والباحة والنماص.. ولرواد الشواطئ ومحبي السواحل أماكنها من خلال شواطئ المنطقة الشرقية والغربية.. سياحة تتميز بالأمن والأمان، أمن مادي وأمن نفسي منضبطة بضوابط الحشمة والفضيلة والحياء.. وإذا كانت السياحة في بلادنا تتميز بكل هذه المزايا علينا جميعاً أن نسعى إلى التمسك بأسباب نجاحها وأسرار تفوقها، فالسياحة علم وفن، ودربة وصناعة، تحتاج إلى محترفين ومهرة، وطاقات وقدرات وقبل كل شيء وبعده سمات وعلامات أهمها حسن الخلق والأمانة في التعامل، والصدق والوفاء في البيان والتعاقد.. السائح كل ما يريده المكان والمتنزه الحسن النظيف والمسكن الراقي ووسائل الترفيه التي تحترم خصوصيته وتقدر مكانته لا أن تكون سياحته فرصة للانتهازية والاستغلال من قبل ضعاف النفوس التي أكبر همها هو ملء جيوبها وزيادة أرصدتها والتي تجعل السائح يأخذ موقفاً سلبياً من هذه السياحة وردة فعل محبطة من السياحة الداخلية.. لذا فالسياحة الناجحة هي التي تقوم على ركائز رئيسة منها التنظيم الجيد والتخطيط السليم وتوفر الخدمات وحسن هيئتها.. تتميز بضبط الأسعار وسهولة التنقل ودقة المواعيد وخصوصاً من الخطوط السعودية ذهاباً وإياباً والذي هو سبب رئيس في ازدهار السياحة الداخلية.. أما أن يأتي المسافر إلى موعد رحلته في الوقت المحدد ثم يفاجأ أن رحلته قد أجلت ساعة أو ساعتين لتتحول رحلته السياحية إلى رحلة عناء وشقاء له ولعائلته.. لذا فإن نجاح السياحة الداخلية لا يكون إلا بتضافر الجهود وتعاون الجمي.. والهيئة العليا للسياحة تبذل جهوداً مشكورة في تطوير وتنظيم سبل السياحة الداخلية وتذليل جميع الصعاب التي تكتنفها ومع ذلك لا بد من المزيد ولا بد من التعاون والشعور بالمسؤولية من الجميع والبعد كل البعد عن الانتهازية والأنانية التي تستغل الظروف وتنتهز الأحوال ولا تخدم السياحة الداخلية بل تزيدها ضعفاً وينفر عنها أهلها.. نعم إن السياحة صناعة وعلم تقوم على رؤى وبحوث مؤصلة تعزز ثقافة السياحة القائمة على التربية والسلوك وحسن الاتصال بالآخرين والأريحية في التعامل ومحبة الخير للغير بهذا تنجح السياحة وتؤتي ثمارها على الوطن والمواطن.. ولن يكون عندئذ حاجة للسياحة الخارجية.
Saad.alfayyadh@hotmail.com