بصراحة لم يمر على الرياضة السعودية أيام عصيبة مثل ما هو حاصل حالياً؛ سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، ورغم أن المسؤولية تتحملها المنظومة الرياضية بداية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تعتبر القيادة التي بيدها زمام الأمور، إلا أنه مع الأسف اتخذت سياسة في الآونة الأخيرة وهي «لا أسمع لا أرى لا أتحدث» حيث أصبحت المعلومة غائبة وكثير من الأمور يحيطه الغموض، مما يسبب بلبلة وتأويلات يمكن تفاديها لو أن الرياضة السعودية ومسئوليها اتخذوا منهجاً ولغة إعلامية مختلفة وواضحة ومبنية على الشفافية التامة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، خصوصاً أنها لا تسمع ما يطرح من آراء وأفكار، ولا تأخذ بها، كذلك الأندية ومنسوبوها يعتبرون أن كل من يقدم النصيحة أو يوجه رسالة هو صاحب مصالح أو يبحث عن مكتسبات شخصية، اليوم يجب أن يدرك المسئول قبل غيره أنه ملزم بأن يكون أكثر تواصلاً مع الجميع إذا هم أرادوا رياضة بمواصفات عالية وبمستوى متقدم، فدائماً الاستماع للآخرين وأخذ المفيد منهم يطور أي منهجية عمل مهما كانت صعوبتها، إلا أنه مع الأسف يبقى الرياضيون عندنا وعلى رأسهم المسئولون يطبقون سياسة «أذن من طين وأذن من عجين».
أعضاء الشرف والشاورما
أكد أعضاء شرف نادي الاتحاد في اجتماعهم يوم الاثنين الماضي ما سبق أن طرحته خلال هذه الزاوية، وتحديداً تحت اسم «أعضاء الشرف من الماضي» وقد جسد أعضاء شرف أحد الأندية السعودية ما سبق أن ذكرته حيث خرج اجتماعهم بمائة ألف ريال «ما يعادل 26.500 دولار»، مؤكداً أن أعضاء الشرف لم يعد لهم دور سوى البهرجة والخروج للإعلام بدون أي مردود إيجابي لأي كيان، واليوم أذكر ما سبق أن كتبته أن الأندية يجب أن تعتمد على استثماراتها واستغلال المنشأة وإيجاد الشراكة التي تعود بالنفع على النادي وأبنائه، أما أعضاء الشرف فيجب أن يتم نسيانهم وألا يتم الاعتماد عليهم بأي حال من الأحوال؛ لأنه قد ولى زمن الهبات والتبرعات (الشرهات) ويجب أن يدرك هذا الأمر رؤساء الأندية، وبخاصة تلك التي لديها مصاريف باهظة، وعليها أن تعمل عليها إدارة استثمارية على مستوى عالٍ بإمكانه أن يفعل، إن هو وضع بين عينيه مصلحة النادي وإدراكه التام بأن التسول والطلب واستعطاف أصحاب الأموال أمر قد انتهى، ويجب ألا يعود، فكل طير يشبعه منقاره.
الأمير فهد بن عبدالله ثابت والبقية متحركون
يظل صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد رئيس هيئة الطيران المدني ورئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية أحد الأشخاص الذين أمضوا أكثر من 30 عاماً في خدمة هذه البلاد وأبنائها، ويقف طوال هذه السنين عاملاً مساعداً لجميع ما وصلنا إليه على مختلف الأصعدة، لقد كان سموه ولأكثر من ثلاثة عقود مساعداً لسمو وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني، وكان الساعد الأيمن لسمو الأمير سلطان يرحمة الله في جميع ما يخص الطيران المدني وفروعه وخلال مسيرة سموه الزاهية أنشئت المطارات وطورت المنشآت بمتابعة مباشرة من سموه، واليوم يقف سموه على رأس الهرم لمصلحة الطيران المدني، وكذلك لمجلس إدارة الخطوط السعودية يذلل الصعوبات ويسهل من عمل جهتين يقترن عملهما ويصب في مصلحة واحدة، وهما الرقي والتقدم لنكون في مصاف الدول المتقدمة على مختلف الأصعدة، سواء في تطوير المطارات أو تطوير شبكة الخطوط ووصولها إلى مختلف القارات، فسموه قدوة ومفخرة لكل شباب الوطن، سواء في عالم الطيران أو في غيره، وكم نحن فخورون بسمو الأمير فهد بن عبدالله وتوجيهاته ومتابعته لنا، وأتمنى أن نحقق تطلعات سموه التي لا تقف عند حد معين في سبيل منافسة الآخرين والتقدم عليهم، ورغم أن الجميع يعرف ما تطرقت إليه، إلا أن المجال واللقاءات السابقة لم تتح لي الفرصة أن أتحدث عن سموه، والذي أجد نفسي فخوراً عبر زاويتي أن أذكر ولو جزءا بسيطا من محاسن وأفضال هذا الرجل النبيل.
نقاط للتأمل
- شيء محير جداً أن جميع الأندية تشتكي من الضائقة المالية ومع هذا تقرر إقامة معسكرات خارجية، فمن يتحمل هذه المصروفات وتحميل إدارات الأندية مزيداً من الديون.
- غريب جداً اشتراط الرئاسة على الأمير عبدالله بن سعد رئيس التعاون المنتظر أن يكون من سكان المنطقة، ونحن نعرف أن رئيس الأهلي ليس من سكان جدة، ورئيس الرائد ليس من سكان بريدة، فعلاً إنها رئاسة القرارات المتناقضة.
- كشف منتخبا اليابان وكوريا الجنوبية أن المنتخبات العربية في تصفيات كأس العالم ليست في أحسن حال خاصة قطر والأردن اللتين سجل فيهما أعلى نتيجة حتى الآن.
- سيفشل نادي الهلال إن هو أنهى التعاقد مع المدرب العجوز جوزيه، ليس تقليلاً من إمكانياته، ولكن لم يعد يملك الفكر الذي يتناسب مع شباب الفريق الأول للهلال الذي يعتبر معظمه من الشباب صغار السن.
- معظم الأندية أوشكت على إكمال التعاقدات مع اللاعبين ولكن سيتضح الفرق عن إمكانيات وعقليات المتعاقدين عندما يبدأ الموسم ويتضح من هو الذي وفق في اختيار اللاعبين.
- أتمنى من الفرق الذي سوف تعسكر خارجياً خاصة في برشلونة أن تلعب مباريات ودية مع فرق معروفة وليس كما حدث سابقاً مع فرق عمال النظافة أو موظفي سوبر ماركت ليسجل أعلى نتيجة من الأهداف.
- رؤساء الأندية التي تعمل لصالح أنديتها ما زالوا متواجدين يتابعون كل صغيرة وكبيرة، أما من يعتمد على الآخرين من سماسرة وغيرهم الذين لا تهمهم مصلحة الكيان فقد غادروا مبكراً ليستمتعوا بالإجازة والهروب من الأجواء الحارة.
- خاتمة...
لا تشكي من الأيام فليس لها بديل
ولا تبكي على الدنيا ما دام آخرها الرحيل
ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.