هناك من يرى أن هيبة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تكون إلا باستخدام العصا الغليظة والعبوس في وجوه الناس ومطاردة المتجاوزين والقبض عليهم ونقلهم في سيارات الهيئة. هذه الرؤية أبقت العلاقة بين الهيئة والناس طيلة السنوات الماضية في حالة شد وجذب مستمرة وفقدان للثقة مما أدى إلى حدوث مصادمات نتيجة سوء الظن والشك من رجال الهيئة والاعتراض من المتهمين ورفضهم للاتهامات التي يرون أنها في غير محلها.
الرئيس العام الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معالي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ شخصية مختلفة؛ فهو يرى أن هيبة الهيئة وثقة المجتمع بها وبأعمالها تنبع من تطبيق الهيئة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وأسهب في حديثه تحت قبة جريدة الجزيرة أثناء لقائه بكتّاب وكاتبات وصحفيي الجزيرة فراح يروي التاريخ الطويل للهيئة منذ تأسيسها في عهد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز ودورها الرائد في الحفاظ على أخلاقيات المجتمع وحماية أفراده من الوقوع في المحظورات، ثم أكَّد أن قوة الهيئة في حسن التنظيم وبناء إستراتيجية عمل بعيدة المدى لتأهيل أعضاء الهيئة وتدريبهم على كيفية التعامل مع الناس وإحسان الظن بهم وتغليب الستر وأخذهم بالرفق واللين.
معاليه بث الأمل في نفوس الناس وفتح الأبواب وانهمك منذ اليوم كما قال مع فريق عمله في وضع قواعد عمل مؤسس يعتمد على اللوائح وتطبيق الأنظمة ورفض التعاطي مع المتعاونين والاكتفاء بالموظفين الرسميين مع منح الفرصة لمن أراد من المتعاونين الانضمام للعمل الرسمي في الهيئة. وقال لي أثناء اللقاء وعند ثنائي على قراره منع المتعاونين وهل هناك من سيثنيه عن هذا القرار التنظيمي المميز؟ قال لا لن نتراجع ومن يجد متعاوناً غير مخول في صفوف الهيئة فليخبر عنه وله جائزة، وأيضاً كشف عن مضي الهيئة في تطبيق إجراءات تساعد على تقوية هذا الجهاز وزيادة ثقة الناس به مثل العناية بالبرامج التوعوية وتدوير القيادات داخل الجهاز ونشر ثقافة الشفافية والمساءلة وسرعة الإنجاز والعناية بالعاملين الميدانيين بتدريبهم واستهدافهم بورش العمل والاحتكاك المباشر لأخذ الأوامر وحثهم على بناء جسور المحبة والمودة مع المواطنين وتوجيههم بالحكمة وحسن الخلق.
بهذا العمل المنظّم القائم على الحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين والدور الإيجابي الرائد لوسائل الإعلام يرى معاليه قوة الهيئة وهيبتها والذي أثمر كما ذكر إنجازات ملموسة بإنشاء كراسي بحثية للهيئة وتعاون مثمر مع الجامعات وكشف عن حالات ابتزاز دنيئة وعثور على مصانع للخمور في مدينة الرياض وغيرها ورسم سياسة جديدة لاحتساب كل المؤسسات الحكومية والأهلية في أعمالهم الموجهة لخدمة وطنهم ومجتمعهم.
معاليه وأثناء اللقاء بث عبارات ممزوجة بنبرات الحزن على حال من يتوسم فيهم الخير وهم من يرون أن هيبة الهيئة في تطبيق سياسة القبضة الحديدية وعندما رأوا أن سياسة الهيئة لا تتماشى مع هواهم مضوا في محاربة قياداتها والإساءة لهم بإطلاق الألفاظ النابية التي يمقتها الدين عبر المواقع والصحف الإلكترونية ورسائل البريد الإلكتروني، وهؤلاء لا خير فيهم ولا رجاء في تغيير ثقافتهم الإقصائية وتشوّقهم الدائم للتسلّط على الناس، وأتمنى أن لا تؤثّر أراجيفهم في مضي الهيئة بقيادة رئيسها المتطلع للتطوير لتنفيذ كل سياساتها دون أن تتأثر خطواتها المتسارعة فيما يضعه المتعطشون لعودة القبضة الحديدية من معوقات.
shlash2010@hotmail.comتويتر abdulrahman_15