** بالأمس أطلق مسئولون بعدة أمانات ومحافظات سعودية مطالبات بالحافظ على مباني التراث العمراني المنتشرة بالمملكة، والمطالبة بتأهيلها وتوظيفها للاستثمار، وهنا نتساءل كيف يطالبون وهم المعنيون بجانب مهم من هذه الأمور!
** الجميل في هذه المطالبات أنها انطلقت من مدينة زعفران بولوا في تركيا، حيث يقوم الوفد بزيارة لتركيا بدعوة من هيئة السياحة، فهو نداء جاء تحت تأثير الأجواء التركية الجميلة، وأمام الإنجازات التركية في مجال التراث، فلم يكن أمامهم إلا أن يطالبوا ثمَّ يطالبوا.. حتَّى لو كان نداءهم موجهًا لأنفسهم!!
** فمن عجائب هذه الزيارة وجمال تلك الأجواء خصوصًا أن الرحلة على قولة المثل «محفول مكفول» أن تأتي المطالبة من أناس هم على هرم المسؤولية في مدن ومحافظات تضم كثيرًا من المباني الأثرية، إذا يطالبون من؟
** نعرف أن المباني الأثرية من مسؤوليات هيئة السياحة إلا أن مسئولي الأمانات أيضًا عليهم مسؤولية المبادرة بتطوير ما يحيط بالمباني الأثرية وتحويلها إلى مشاريع كإنشاء المقاهي والمطاعم مثلاً بالقرب من تلك المباني، وهو أمر ليس صعبًا، ولكن مع هذا لم تبادر أي جهة بمثل ذلك.
** ولا اعتقد أن هيئة السياحة تنظم هذه الرحلة إلا وهي مقتنعة أن الأمانات والمحافظات هم شركاء في العمل السياحي، ولكي يكون لمثل هذه الزيارات إثر على الواقع بعد عودتهم، إلا أن إطلاقهم للنداء من هناك ربَّما يعني أن رسالة الهيئة لم تصل، وأن الرحلة ما هي إلا «سعة صدر» و»فلة حجاج» في الأجواء التركية.
alonezihameed@@alonezihameed تويتر