|
الجزيرة - سعود الشيباني:
سخر طبيب مقيم مهنة الطبية لخدمة تنظيم القاعدة وقيامه بمساعدتهم بإجراء عمليات طبية والكشف عليهم وصرف أدوية طبية وسفره عدة مرات لمتابعة حالات المصابين والمرضى من عناصر تنظيم القاعدة وتنقله بين أوكارهم داخل الاستراحات والمزارع والمنازل وكذلك مساهمته في إنشاء عيادة متنقلة بها إسعافات أولية.
وعلمت «الجزيرة» أن المتهم الثالث عشر من مجموعة الـ86 الذين يخضعون حاليًا لمحاكمات بالمحكمة الجزائية أن الطبيب قد انضم إلى خلية إرهابية داخل البلاد تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي وارتكابه عددًا من الأدوار الإجرامية منها تقديم الدعم الطبي للتنظيم الإرهابي بالمملكة من خلال سفره من محافظة الخبر إلى مدينة الرياض بطلب من أحد قادة التنظيم الإرهابي «يونس الحياري» لمعاينة المصابين من أعضاء التنظيم إثر مواجهات أمنية وهم «ناصر الراشد» و»هاني الجعيثن» ومتهم آخر في أحد الأوكار الإرهابية.
وكان الهالك المغربي يونس الحياري طلب من المتهم 13 «الطبيب» سرعة الحضور إلى الرياض لتقديم الدعم الطبي لأعضاء من «التنظيم» أصيبوا خلال مواجهة أمنية في حي الفيحاء في أبريل (نيسان) 2004م، فيما تعرض القتيل الراشد في حينها إلى إصابة بالغة في ساقه، مما أدى إلى التهاب شديد تطور إلى «غرغرينا».
وكان الطبيب عند الكشف على الراشد طلب تأمين معدات طبية بما فيها منشار كهربائي، وعملوا على بتر قدم القتيل الراشد من أعلى الركبة بطريقة بدائية في أحد أوكارهم، وتوفي الراشد على إثرها، فيما تولوا دفنه وإخفاء قبره.
ومن ضمن التهم التي وجّهها المدعي العام بحق الطبيب سفره إلى الرياض للمرة الثانية بتكليف من «يونس الحياري» لمعاينة المصابين الذين عاينهم في المرة الأولى إضافة إلى أعضاء آخرين في أحد الأوكار الإرهابية. كذلك جاء بالتهم سفره إلى الرياض للمرة الثالثة بتكليف أيضًا من «يونس الحياري» لمعاينة المصابين الذين شاهدهم في المرة الأولى والثانية وآخرين من أعضاء التنظيم في أهم الأوكار الإرهابية، كذلك مشاركة الطبيب المقيم في إجراء عملية بتر رجل «ناصر الراشد» في أحد الأوكار الإرهابية رغم علمه بخطورة العملية وأن فيها تعريض حياة المريض للخطر. ولم يتوقف دور الطبيب، بل سعى للتواصل مع أحد قادة التنظيم الإرهابي بالمملكة «يونس الحياري» ومقابلته وإبلاغه عن الوضع الصحي لأعضاء التنظيم الإرهابي الذين شاهدهم في الأوكار الإرهابية، كذلك تأييده للأعمال الإرهابية التي يقوم بها التنظيم بالداخل من خلال تقديم خدماته الطبية لمنفذيها وتستره على أعضاء التنظيم الذين شاهدهم في الأوكار الإرهابية وعدم الإبلاغ عنهم رغم علمه أنهم مطلوبون للجهات الأمنية. وأيضًا عدم إبلاغ السلطات المختصة عن وجود مصاب في حادثة إرهابية جنائية ومباشرة علاجه بإجراء عملية جراحية دون مؤهل ودون ترخيص من الجهات المختصة، حيث إن تخصص الطبيب الذي يحمل الجنسية الأردنية بكالوريوس طب أسنان.
ووجه المدعي العام تهمة عقد دروس بشكل دوري لمجموعة أشخاص في الساحات العامَّة بالخبر في مجال الإسعافات الأولية دون أي إذن رسمي.
وفي السياق استنكر عدد من الأطباء ما قام به زميل مهنة من خيانة واصفيها بأنها خيانة عظمى ولا سيما أن مهنة الطب تُعدُّ من اشرف وأنبل الأعمال التي تعلمها الإنسان وهي معروفة.
وتحدث في البداية الدكتور سامي أحمد محمد التريكي طبيب أسنان مدينة الملك سعود الطبية قائلاً: مهنة الطب لها جانب ديني وإنساني ووطني ويجب على كل طبيب أن يراعي هذه الجوانب عند معالجة مرضاه، فمحاولة علاج أشخاص غير معروفين أو مطلوبين للعدالة خاصة عند معالجتهم في أماكن مشبوهة كالمنازل أو الاستراحات أو المزارع فهذا يدل على الخيانة الوطنية إذا كان مواطنًا والمهنية، وأضاف الدكتور التريكي: وبمجرد أن يصل الطبيب إلى هذه المرحلة يكون قد نزع الإنسانية من قلبه، لأنّه يسهم في دعم ومعالجته من يقومون بالقتل والتخريب ضد الإنسانية والبلد الذي يعيش من خيراته.
وطالب الدكتور التريكي زملاء المهنة عدم الانصياع ومساعدة من يحاول الفرار من يد العدالة مهما قدم له من إغراءات.
وتحدث الدكتور مطلق بن حمد العتيبي طبيب العيون بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بقوله: يجب أن يكون الطبيب شخصًا مؤهلاً يمارس الطب ويعالج المرضى، وكذلك يجب على الطبيب التقيد بأنظمة مزاولة المهنة التي تعلمها الطبيب أثناء الدراسة بكلية الطب، مؤكدًا أنه يجب على الطبيب أن يبتعد عن الشبهات، فلا يشارك في أي نشاط لا يتفق مع شرف المهنة.
وقال الطبيب العتيبي: ينبغي للطبيب ألا يمارس مهنة أخرى تتعارض مع مهنة الطب وفي تخصصه الذي تعلمه خلال دراسته، مشيرًا إلى أن مهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها، ويجب على كل طبيب احترام هذه المهنة وعدم إعطاء فرصة لكل من يحاول العبث بأمن الوطن أن يستغل أي طبيب لعلاج أي شخص مصاب أو صرف علاج له وهو يعلم أنه مطلوب.
وفي السياق قالت الدكتورة منى العنزي: يجب على كل طبيب وطبيبة مراعاة القواعد العلمية المتعارف عليها في التداوي عند أهل هذه المهنة وفي حالة باشر الطبيب أي إنسان تعرض لحالة جنائية أن يبلغ الجهات الأمنية على وجه من السرعة، مؤكدة أنه يجب على الطبيب تقوى الله وألا يسلك سلوكًا مخلاً بالشرف والأمانة، وأن يبتعد عن كل عمل يخالف شرف المهنة.
وقالت الدكتورة منى العنزي: لا يجوز للطبيب أن يهدر حياة المريض بدافع الشفقة أو المصلحة الشخصية.