لقد تجاوزت المجازر السورية جميع الخطوط المحظورة في ميادين الحروب، وخصوصا منذ أن أرسلت الأمم المتحدة والجامعة العربية ممثلها ومندوبها كوفي عنان من أجل مراقبة الوضع الميداني وتحديد المجرم والضحية، ونكاية بذلك العالم الضعيف نجد أن الأسد استخدم مع الأمم المتحدة ومع العالم أجمع سياسة الإرهاب الرئاسي إن صح التعبير، لقد أراد أن يقول للعالم أنتم ضيوف على قصعة الدماء السورية التي سوف تستمتعون بمشاهدتها ليل نهار، لقد جامله المراقبون في البداية وأرادوا أن يمسكوا العصا من الوسط، وعندما لاحظوا أن العصا سحبت منهم مبتلة بالدماء بدأوا يعترفون أن الوضع مأساوي ولا يمكن السكوت عليه، حيث لاحظ المراقبون قتل الأطفال والشيوخ والنساء وتدمير المنازل وزرع الفتنة في جميع أرجاء المدن والمحافظات السورية، لقد رحب الأسد الجزار بضيوفه المراقبين على طريقته الخاصة في مجزرة الحولة، ثم أتبعها بعدة مجازر على نفس المنوال والمنهج الإجرامي، رئيس يصدر أوامره لأزلامه بقتل الشعب ثم يظهر على إحدى الفضائيات العالمية، ليقول (هل يعقل أن هناك رئيسا يصدر أمره بقتل شعبه؟ ويضيف: إن الأوامر العسكرية وما يجري في الميدان من أجل السيطرة وحفظ النظام هي حالة عسكرية بحتة ليس لي فيها أي دخل كرئيس دولة!) أتدرون ما يعني بشار وماذا يستعد للتخطيط له؟ إنه يروض نفسه على كيفية الدفاع عن رقبته الطويلة عندما يسقط قريبا في أيدي الثوار، هذا إذا سقط حيا، أما إذا التحق بزميله في الكفاح الإجرامي معمر القذافي بنفس المصير، فعند ذلك لا حسرة عليه ولا على طول رقبته، لقد وصل بشار الأسد إلى مرحلة متطرفة من فقدان الوعي واضطراب الشخصية، وإلا كيف ينكر وجود ثورة شعبية سورية بالملايين ويصف معارضيه بالجراثيم؟ بل ويتهم الثوار بأنهم باعوا قيادتهم ووطنهم بألفين ليرة، ولم يسأل الذكي نفسه -إذا صدق قوله- أنه إذا بيعت سلعة بألفين ليرة فهذا دليل على تفاهة ورخص السلعة!! فإذا باعك الشعب يا أسد بذلك المبلغ الزهيد فهذا دليل على قيمتك التافهة في سوق الرؤساء بالقوة، وطالما أنت رخيص وتعرف أن شعبك لا يريدك فلماذا إذا لا تذهب إلى الجحيم وتترك الشعب السوري الأبي يختار قيادته ويقرر مصيره؟ أما إعلامك الرخيص فيجب أن تعلمه أدب الكلام قبل تعليمه المصداقية الإعلامية، أبواقك الإعلامية تذكر العالم بإعلام زميلك القذافي عندما كان يبث الأكاذيب بالنصر لمعمر بينما الإعلام الحر فيلك اللحظة يصور القذافي على الهواء في أضعف حالاته عندما قبض عليه الثوار في...) الذي كان يختفي داخله ثم اقتادوه إلى المكان الذي يليق بفخامته..
ثق تماما يا بشار بأن ساعتك اقتربت ولكن عليك تحديد طريقة النهاية، فإذا ولابد من حفظ ماء وجهك الملطخ بالدماء فعليك الهروب إلى أسيادك في إيران بمساعدة مندوبهم في لبنان وأنا متأكد أن سماحته لن يتخلى عن فخامتك، فسلفك عنده محفوظ وهو لن يتردد في رد الدين، اسمع النصيحة حتى تفسد على الثوار فرحتهم بسقوط رأسك بين أقدامهم، من أنذر فقد أعذر وغدا لناظره قريب.
Jarman4444@yahoo.com