إنها مشيئة الله ولا راد لمشيئته حين أراد أن ينتقل ذلك الرجل الفذ والوطني الرمز صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي عهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى جواره.. بعد أن قضى سنين عمره الحافل بالمنجزات والمفاخر خدمة لهذا الشعب.. ساهرا على أمنه وسلامته.. مات صاحب القلب الكبير والتواضع الجم الحنون الذي استأثر على حب أبناء وطنه.. كان الابن البار لهذا البلد، وكان الحبيب والصديق لكل واحد من أبنائه.. كان يغمر الجميع بكريم عطفه ورعايته.. كان بحق من خيرة الرجال وأوفاهم. يملك الثقة والصبر والشجاعة النادرة.. إذ اضطلع بأعباء جسام في أحلك الظروف وسيرها، فما كل وما وهن كان من الرجال القلائل الذين لا تتطاول الاعناق إلى بلوغ منزلتهم.. شرف نفس واعتزاز بالله والدين ثم بالوطن والمواطن.. كان مثلا للرجال يقتدون به ويحرصون على اقتفاء آثاره.. كان شديد الايمان بالله والثقة به والاعتماد عليه.. وبقدر حبه لأبناء وطنه أحبه أبناء وطنه ولعل منه ما يتجلى في ذلك الحزن واللوعة على فقده.. بفقد ذلك المثل والنموذج الفذ نايف بن عبدالعزيز لن نفقد الأمل من بعده، بعده رجال تربوا على يده وشاركوه عنايته بوطنه ومواطنيه.. أولئك الذين نهلوا من حكمته وبعد نظره وسماحته ومحبته من إخوته وأبنائه.. إنهم خير خلف لخير سلف.. فله الدعاء والرحمة والمغفرة، وأن يسكنه جنات النعيم ويجزيه خير الجزاء لما أعطى وطنه ومواطنيه.
عبدالرحمن الشلفان