بقلم: خالد المالك
يخيِّم الحزن علينا من حين لآخر، ويلقي بظلاله المؤلمة في جسد المرء الضعيف، وبدرجات متفاوتة تبعاً للحالة العاصفة التي يمر بها؛ فيغالب كلٌّ منا - عندئذ - دموعه الحرى، ويتجلَّد بالصبر، ولا يجد ما يعبِّر به عن أساه وحزنه إلا بدموعه السخية حزناً على فِراق مَنْ يُحِبُّ.
***
أجل، نحن الآن نواجه جميعاً مرارة الفَقْد، ونتجرَّع قسوة الصدمات، ونحاول عبثاً أن ننشغل عن كل المستجدات المريرة التي تثير فينا كوامن الحزن، في محاولة للتخفيف من حجم الألم وتأثير الصدمة، ولكننا نبقى في موقف لا نُحسد عليه.
***
هكذا نحن، لا نملك القوة، ولكننا نملك الإيمان، لا نستطيع أن نحول أو نفر من مطاردة الأحزان لنا، ومن مباغتتها لحالة السعادة في حياتنا، لكننا نحاول - وإن أعيانا هذا الحزن - أن نتعايش معها؛ فهذه إرادة الله، وما شاء فعل.
***
أكتبُ اليوم عن نايف بن عبدالعزيز الإنسان والحاكم ورجل الدولة الكبير، بينما دموعي تسبق حِبْر قلمي، وعَبَراتي تؤجج وتثير الحزن في داخلي، وكيف لا أكون كذلك والوطن والأمة تصاب في واحد من أغلى الرجال، وتُفجع بوفاة أحد أبرز رموزها البارزين.
***
أي حزن يليق بنايف بن عبدالعزيز؟ أي دموع ترتقي إلى مستوى مكانة الفقيد في نفوسنا؟ ومع هذا كيف لا نحزن؟ كيف لا نبكي مَنْ كان حبيبنا وصديقنا والأخ الكبير لكل منا؟ فواحزناه على غياب نايف من المشهد ومن الميدان ومن موقع المسؤولية.
***
هذه نفثات قلم، لا تسعف صاحبه الكلمات ولا بلاغة القول، في أن يقول ما يؤمن به، ويعرفه عن الرجل الكبير، الرجل الذي يعلِّم الناس الدروس والحكمة وجَمَال القول، وحُسْن المعاملة، واحترام الآخرين.
***
فيا أيها الحبيب الغالي، لقد كانت وفاتك صدمة مدوية، هزَّت الجميع، وأحزنت الجميع، ولا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. رحمك الله يا أبا سعود، وأسكنك في عليِّين، في الجنة مع الصحابة والأبرار؛ فقد كنتَ بارًّا وصادقاً ومخلصاً ومُحبًّا للوطن والأمة.