وجد نظام ساهر لمخالفة من يتخطون السرعة النظامية المحددة من قبل إدارات المرور سعياً للحد من الحوادث التي يذهب ضحيتها شهرياً نحو 1000 حالة وفاة بسبب السرعة الزائدة، ويلاحظ مع الأسف كثرة التعليقات والانتقادات لهذا النظام على صواب وعلى غير صواب، والسبب أن البعض يكتب في هذا السياق على طريقة - مع الخيل يا شقرا- وأخشى أن تؤدي مثل هذه الحملة المشوبة بالتذمر من هذا النظام إلى التأثير على قناعات المسؤولين إلى الحد الذي يؤدي إلى إيقافه أو تعديله بطريقة لا تجعل له أي دور في ردع المستهترين بالقيادة وبما يجره تهورهم على أنفسهم وممتلكاتهم وأنفس وممتلكات الآخرين من ويلات تحز في نفوس الأعداء قبل الأصدقاء، وتظهرنا أمام الشعوب الأخرى بهذه الصورة غير المشرّفة، التي نهلك بها أرواحنا ونتلف ممتلكاتنا بأنفسنا وعندما وجد مثل هذا النظام المتواضع للوقوف ضد ذلك تصدينا له بكل ما نملك من قوة، وإلا ما معنى الإصرار على أن تقف سيارة ساهر فوق جبل شاهق حتى يمكن لكل متجاوز للسرعة المقرَّرة مشاهدتها قبل الوصول إليها وتلافي ما يستحقه من مخالفة بسبب تجاوزه للسرعة المحددة لا بسبب كون سيارة ساهر متخفية أو غير متخفية ولكن لأننا تعودنا ممارسة القيادة بعيداً عن أي نظام يقيدنا بأي شكل من أشكال القيادة الآمنة، شعارنا في ذلك هذه المقولة:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعدّدت الأسباب والموت واحد
إن ساهر لا يخالف إلا من يتخطى السرعة المحددة والموضحة في لوحات ليست خفية ومن أراد السلامة وتفادي المخالفات فما عليه إلا التقيّد بالسرعة المحددة باللوحات وليكن اهتمامنا بالنفوس مقدماً على اهتمامنا بالفلوس بحيث لو وقع أحدنا في مخالفة فلا يلقي باللائمة على النظام الواضح والصريح وإن اختفت كامراته.
محمد حزاب الغفيل