الموت حق دون شك فلا اختلاف على هذا المفهوم فكل ينتظر اليوم الذي يرحل فيه عن هذه الدنيا الفانية.. لكن أقسى الأخبار تلك التي تحمل أنباء الرحيل المفاجئ وتوديع عزيز في غمضة عين، هذا ما حدث تماماً في موجز يمثّل الخلاصة دون التعمّق في التفاصيل الدقيقة، ففي يوم السبت السادس والعشرين من شهر رجب حملت قنوات الاتصال المختلفة خبراً غير منتظر بالنسبة لنا نحن السعوديين ولكل المتابعين في كل بقاع العالم نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورجل الأمن الأول وكاسر ظهور الإرهابيين ومحارب الرذيلة وعملاق الإدارة الذي حوّل وزارة الداخلية إلى منظومة معاصرة تستخدم إداراتها وفروعها أحدث تقنيات العصر لتسهيل إجراءات المواطنين والمقيمين ولتحقيق أقصى درجات الإنجاز في تنفيذ المهام اليومية لإصدار البطاقات المدنية والجوازات والتأشيرات وبطاقات الإقامة وبأجزاء قليلة من الساعة على مدار اليوم رغم أن وزارة الداخلية تعد ودون مبالغة أضخم وزارات الدولة وأكثرها فروعاً وأكثرها تعدداً في المهام وأكثرها التصاقاً بالمواطن واحتياجات حياته.
رحم الله الأمير نايف بن عبد العزيز، فخسارته لا تقدّر مطلقاً بإنجازاته ومساحات علاقاته داخلياً وخارجياً ولا بكثرة ما شغل من مناصب وما أدى من مهام وما اكتسب من خبرات عريضة خلال ستين عاماً من عمر الزمن مضت كلمح البصر.. خسارة رجل بحجم نايف بن عبد العزيز أنه كان ركناً قوياً من أركان هذه الدولة المباركة، ورجلاً مخلصاً أميناً على مصالح أبناء هذا الشعب العظيم.. كان من حبه لأبناء وطنه يقول دافعوا عن دينكم.. دافعوا عن وطنكم.. دافعوا عن أبنائكم.. دافعوا عن الأجيال القادمة.
شهد لسموه القاصي قبل الداني؛ تقول عنه منظمة التعاون الإسلامي «إنه أحد كبار قادة الأمة الإسلامية»، وتقول عنه هيئة كبار العلماء «إن الأمير نايف سهر طوال حياته على بذل الأسباب التي تحفظ أمن بلاد الحرمين».. ويرى الرئيس الفرنسي «أن فرنسا قد خسرت صديقاً والمملكة خسرت رجل دولة طبع نهضة هذا البلد وأسهم بشكل حاسم في أمنه والتصدي للإرهاب»، ويروى رئيس الوزراء البريطاني ما دار بينه وبين الأمير نايف في يناير الماضي في اجتماع ثنائي «أعجبت بقيادته الحكيمة والتفاني الذي يكرّسه لخدمة بلاده طوال هذه السنوات التي قضاها في خدمة وطنه».
حبر القلم قد يجف لكن أعمال الراحل الكبير ومناقبه لا تنضب حتى لو سالت كل الأحبار.. فنحمد الله على قضائه وقدره ونحمده أن قدر الجميع على تجاوز بعض من آلام الصدمة الأولى وإلى جنان الخلد يا أبا سعود إن شاء الله.
shlash2010@hotmail.comتويتر abdulrahman_15