كانا رفيقي درب، وشريكي مسؤولية، وصاحبي رؤية واحدة، وتفكير واحد، يجمعهما حبُّ المواطن والإخلاص للوطن، وقد كانا هكذا إلى آخر لحظة في حياة الفقيد الغالي.
***
نايف وسلمان، اسمان كبيران على مستوى الوطن وعلى مستوى العالم، بإنجازاتهما، وبمستوى الكفاءة والقدرات غير العادية التي تميّزا بها، بل وحينما كان هناك نداء لهما من الوطن أو من المواطن في خدمة أو دور أو موقف شهم لا يعوّل فيه إلا عليهما.
***
اليوم نبكي نايف حبيباً يغيب عنَّا، ونستحضر اسم سلمان الذي لم يغب أبداً من ذواكرنا، فنتذكر كلَّ جميل كان سموه هو بطله وفارسه وصانعه، ما لا يمكن لنا أمامه إلا أن نقدم التقدير كلَّه والاحترام كلَّه للرجل الذي شغلنا بعمله وحبّه وإخلاصه وتميّزه.
***
وبينما يكفكف كلُّ مواطن دموعه الحرى، ويغالب أحزانه، ويحاول أن يحافظ على توازنه في فجيعتنا برجل من الرجال الأفذاذ، ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسرع باختيار سمو الأمير سلمان ولياً للعهد خلفاً لأخيه وحبيبه سمو الأمير نايف، ليخفف من الصدمة ومن أجواء الحزن ومن آثار الفقد الكبير، وليؤكد أن المملكة دولة مؤسسات ودولة رجال.
***
فالأمير سلمان لم يكن أميراًً لمنطقة الرياض فحسب، وإنما كان أميراً بمواصفات أمير الأمراء، إذ إن الأمراء في جميع مناطق المملكة اعتادوا أن يحتكموا إليه فيما يشكل عليهم من مواقف، ويعتمدوا على تجاربه الثرية وسياساته الحكيمة في إداراتهم لمناطقهم، بل أكثر من ذلك فإن المواطن هو الآخر وحيثما كان مقر إقامته فإنه لا يتردد في عرض أي مطلب له وأخذ التوجيه والقرار من سلمان بن عبدالعزيز.
***
باختصار، فسلمان هو الأصلح والأجدر والأكفأ وهو الخيار المناسب لولاية العهد، وقد جاء الأمر الملكي الكريم ليؤكد بُعد نظر خادم الحرمين الشريفين، حيث إن قراره هذا يستجيب لما فيه مصلحة للوطن والمواطن، ويلبي التطلعات التي ينتظرها المواطن من ولي عهد في مرحلة قادمة يكون في كفاءة وخبرة وإخلاص سلمان.