نايف كيف نرثيك؟!! فأنت المتواضع عن رفعة، والعافي عن قدرة، والمنصف عن قوة، وقد تقلَّدت قلادة الأمن والأمان لسيد الأوطان، فأشجع الناس من رد جهله حلمه، فعدلك أوجب محبتك، تأخذ به للضعيف من القوي وللمحق من الباطل، وأنت -رحمك الله- لم تبطرك منزلة نلتها وإن عظمت، كالجبل الأشم الذي لا تزعزعه العواصف والمحن.
توفي النايف نايف، انتقل إلى جوار ربه، نعم، انتقل النايف إلى رحمة الله، نايف الأمن والأمان والطمأنينة، لقد كان -رحمه الله- يصنع المعروف، وينصر الملهوف، فمن الله عليه بالسلام، حيث يشهد له البعيد قبل القريب، فهو -رحمه الله- المروءة نفسها، ولا مروءة لمن احتاج قومه إلى غيره، ولم يحتج قومه إلى غيره.
رحمك الله يا نايف النبل والمروءة، ورحم الله تلك الملامح الحازمة التي أدخلت على نفوس أهلك وقومك وشعبك الطمأنينة والثقة، ودفء الحياة، فأنت يا سيدي أهل المحاسن، في موقعك في قلوب الناس، أو في موقعك الرسمي قائداً مظفراً، وأسداً هصوراً، تذود عن البلاد والعباد، ليناموا ملء جفونهم، وأنت تسهر حارساً على جزيرة أسد الشرى.
أنت أيها النايف، ويا من سيرته العطرة على كل لسان، عمرت البلدان وأعنت الإنسان، فأعزك الله بعز لا يبلى جديده، وكنز لا يفنى مزيده، فقدرك في القلوب عظيم، وفضلك سخي كريم، فرحمك الله رحمة وسع السماوات والأرض، وغفر الله لك، وأسكنك فسيح جنانه.
نعم لقد زين قوة خطابك وبلاغة لفظك، وأزانك الله بالعقل والتعقل في كل الأمور، فكنتَ أساسها وقوامها وتمامها، لا تمضي في أمر إلا زنته، ومَنْ استشارك كنت عقله وفؤاده، فالعقل منّة الله على الخيرين من خلقه، فهو عضيد رشيد، وظهير سعيد، من أطاعه أنجاه ومن عصاه أرداه، فلتمضِ لرحمة ربك مطمئن النفس، نقي السريرة، كريم العطايا، مغفور الذنب مرحوم بإذن الله، وأدخلك فسيح جنانه.
قال الله تعالى: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي . ولا نملك إلا أن نقول: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا نايف لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
abo_abddullah@hotmail.com