يقول الله سبحانه {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
لقد فجعنا جميعاَ يوم السبت الموافق 26-6-1433 هـ بخبر نزل علينا كالصاعقة. في وفاة المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رجل الأمن الأول في بلاد الحرمين.
صاحب العمل المتواصل ورجل المهمات الصعبة، رجل القيادة والأمان،رجل الحكمة والرأي الثاقب، القائد المحنك،قاهر الإرهاب صاحب الايادي البيضاء،رجل العلم والثقافة، والكلمة الرصينة، خادم ضيوف الرحمن في مواسم الحج.
نعمت بلادنا في قيادته الداخلية بأمن واستقرار رغم الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية من هذه الأزمات المتلاطمة، والأحداث المتتالية ورغم ذلك صمدت بلادنا بحفظ الله لها. وتحت قيادة رجل الأمن نايف بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة.فقد ترأس رجل الأمن وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية مايقارب ستة وثلاثين عاماً (فتقلد) حراسة الأمن وضبط النظام في أكثر بلدان العالم قدوماً لها من مختلف الجنسيات لأنها عاصمة العالم الإسلامي، ومع ذلك ظل هذا الرجل الهمام يحرسها، بفضل الله ومشيئته بحكمته وحنكته وحسن تدبير ونظرة ثاقبة.
فقد كان رحمه الله ذو رأي سديد وعمل دؤوب،وحزم من غير عنف في وجه كل من أراد زعزعة هذا البلد الطيب أمانة تحت قيادة هذا الرجل الهمام نايف بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة.
يقول الشاعر:
لكل شيء اذا ماتم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأموركما شاهدتها
من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لاتبقي على أحد
ولايدوم على حال لها شان
دهى الجزيرة أمر لاعزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
لقد اشتهر فقيد الأمة نايف بحلمه وصبره حتى عند مرضه لم يبين للناس ما أصابه فنسأل الله أن يجعل ما أصابه تكفيرا و زيادة في الدرجات والحسنات.
فقد كان في حياته يقدر العلماء ويحرص على مجالستهم، ويكرم ويدعم علوم القرآن،وحفظة القرآن والسنة.
الموت باب.. وكل الناس داخله وهذه سنة الحياة في خلقه.. لقد مات أشرف الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم.
ولانقول إلا هذا الدعاء.. اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها..
نرجو الله أن يسير من بعده من أبناء عبدالعزيز رحمه الله على نهجه وطريقته بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وأمد في عمره.
أقدم التعازي الحارة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والأسرة المالكة الكريمة وشعب المملكة العربية السعودية والأمة الإسلامية في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى نايف بن عبدالعزيز آل سعود -ولي العهد ووزير الداخلية.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أنزل عليه شآبيب رحمتك ومغفرتك إنك جواد كريم وبعباده أرحم الراحمين. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وزارة التربية والتعليم -الرياض