لم يحمل الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد طابع المفاجأة لأغلب المتابعين والمهتمين بالشأن المحلي أو الخارجي إذ اتفقت رؤاهم ضمنيا وقبل صدور الأمر السامي على أن الأمير سلمان أكثر المؤهلين جدارة وامتلاكا للثقافة الشاملة والخبرة الثرية والطويلة نتيجة الممارسة المستمرة وقائمة الإنجازات المحلية والخارجية ومساحة العلاقات المتعددة مع أطياف اجتماعية متنوعة وبشرائح متباينة وقف معهم جميعا على مسافة واحدة بدءاً من العلماء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين وأصحاب الأعمال وحتى رجل الشارع والمواطن البسيط، فالأمير سلمان مهموم بقضايا ومشكلات وطنه ومتابع لمجمل التقارير والأخبار والمقالات اليومية، واعتاد سموه على المداخلات المثمرة فيما يطرح من رؤى وأفكار، وهي عادة فيها دلالة على المتابعة الدقيقة وشمولية وعمق النظرة ودائما ما يستشهد الإعلاميون بتعقيبات سموه المستمرة وتعليقاته الدقيقة وربما المحرجة في بعض الأحيان للبعض وخاصة من يعتمدون فيما يطرحون على مصادر أو معلومات غير موثوقة.
من عام 1373هـ حيث تولى إمارة منطقة الرياض انطلق سموه في رحلة عمل طويلة كان للجوانب الثقافية فيها نصيب كبير من وقته واهتمامه إذ رعى ودعم العديد من المشروعات الثقافية والجمعيات والهيئات الخيرية ومنها هيئات صحية وهيئات للإسكان الخيري ومؤسسات فكرية وثقافية وتعليمية وهيئات تطويرية وجمعيات لحفظ القرآن الكريم ورعاية الأيتام ولجان دولية إغاثية، والعلامة الفارقة منها جهود سموه أثناء الحرب التي دارت رحاها في البوسنة والهرسك وتوج كل تلك الجهود بالحصول على الجوائز والأوسمة لذلك جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسموه ملبيا لتطلعات الجميع، ومتناغما مع كل الرؤى الوطنية وأمراً حكيما يتحرك في الاتجاه الذي يخدم الوطن والمواطنين ويسير في الطريق الذي تحدده بوصلة المصلحة العامة. صحيح أن أمام سموه ملفات ضخمة وما حمله إياه ولي الأمر من مسؤوليات جسيمة في مرحلة دقيقة جدا نتيجة ما تمر به المنطقة العربية من تغيرات وما يحيط ويحدق بها من أخطار وما تتطلبه المرحلة في الداخل من أحداث توازنات وتنظيمات وحلول تنعكس في النهاية على حياة المواطن إلا أن سموه قادر على تحقيق التطلعات لما يحمله من خبرة ودراية ومعرفة بأدق التفاصيل، فسلمان بن عبدالعزيز تقلب في أكثر من موقع وشارك في مهام داخلية وخارجية متنوعة وأفاد من ملازمته لإخوانه ملوك وأمراء هذه البلاد المباركة فأثرى جوانب المعرفة والخبرة لديه وبات جاهزا لأي مهمة يكلف بها مهما بلغ حجم مسؤولياتها وليكون في النهاية خير خلف لخير سلف ساعداً لأخيه وعضدا قويا ورجلا مخلصا.
سلمان بن عبدالعزيز حلقت الرياض فيه وبه لتتحول من مدينة صغيرة إلى عاصمة عالمية مترامية الأطراف ترتكز على أبرز مقومات الحياة العصرية وهي تجربة رائعة وناجحة تزيد من حجم الطموحات لرؤية عمل مضاف من سموه لما بذل طيلة السنوات الماضية ينعكس أثره على كل أجزاء الوطن تخطيطا وتنمية ورخاء تعود بالنفع على الجميع، ندعو الله لسموه بالتوفيق والتسديد ولوطننا بدوام الاستقرار والرخاء.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15