بقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله، فجعنا بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير الكريم نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله-، ولما لسموه من جهود طيّبة في جميع المجالات ولما له من خدمات جليلة في المحافظة على السنَّة والشرع المطهّر، ولما نكنّه له من محبة وتقدير أحببت تسجيل ذلك في الأبيات التالية، سائلاً الله جلَّت قدرته للفقيد المغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}:
المحامي د. عبد العزيز بن محمد بن عبد الله آل عتيق
في ذمة الله نعم القصد والسندُ
نزلت ضيفاً فمنه العون والمددُ
رحلت عنّا فجاء الضيق والكمدُ
وهلَّ دمع من الأحداق يطردُ
قد كنت حصناً أعاق الشر ممتنعاً
عن الأُلى طمعوا كالنجم تتقدُ
أقسمت لا يلجوا من باب منزلكم
فَبَرَ ربُكَ ما أمّلتَ فابتعدوا
مثل الذئاب غدوا زادت مخاوفهم
كأنك السهم والأوباش هم رَصَدُ
أقدمت بالعزم والتوفيق يدفعكم
أزرٌ من الله بالآيات تستندُ
أمَّنتَ شعباً أتاه الخوف متشحاً
ثوباً من الغدر لا يألوه منجردُ
فصرت بالله والإحسان معتصماً
وكنت بالرحمة المهداة تعتضدُ
أبا محمد والأحداث تدفعنا
نرضى نسلم لا حولٌ ولا سندُ
إلاّ الإله الذي أوفى أمانته
وهو الذي دائماً يُرجى ويُعْتَمدُ
يا راحلاً قد أجبت الله دعوته
في جنة الخلد ذاك القصدُ والنَشَدُ
بُوِّئت منزلة عند الإله لكم
كذاك نرجو ومن خيراته المددُ
فأنت من قد دعا لله مجتهداً
بالحلم والرأي تُهدي الخير تجتهدُ
أسست رأياً فكان الرشد يتبعكم
وفِقْتَ في الفعل فارتاحت بك البُنُدُ
سننت سنّة رشد في تعاملكم
مع كل ذي حاجة يبغيك مُعْتَضَدُ
مددت يمنىً وملءُ الكف أَخيرةً
لكل من حاد خطَّ الرشد تَرْتَفِدُ
هدأت روعاً وأقصدت العقاب له
حتى غدا آمناً من خوفه نَهِدُ
لجأت للشرع لا للانتقام بهم
وكنت نعم قرين الحق تعتمدُ
لم ترض قولةَ أقوام بهم حنقٌ
كلا فأنت إلى الإنصاف تستندُ
فالله يعظمُ فيك الأجر تكرمةً
وفي المآل لكم من فضله عُمُدُ
جنات خلد مع الأبرار موعدكم
نرجو الإله لكم من جوده عَدَدُ
إن كان للاسم فضل قد وُسِمتَ به
فأنت نايف بالأفعال تتقدُ
أو كان للوصف ما ينبي بمكرمة
فأنت تعلو وكل الناس قد شهدوا
يا خادم البيت لا حزن تراه ولا
سوءاً لقيت وحفظ الله فيك يدُ
اصبر على ما جرى فالله يخلفه
وفيكم الخير الإحسانُ والرَّشَدُ
والله يلطف بالمفقود رحمته
أعلى وأكثرُ والإخوان تجتهدُ
