الحمد لله على قضائه وقدره. إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . رحم الله نايف بن عبد العزيز، وأسكنه فسيح جناته، وجبر مصيبة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل في هذا المصاب الجلل.
رحل نايف بن عبدالعزيز الأمين على مسؤولياته الحريص على متابعة أدائها بكل دقة وإتقان.. رحل وترك تاريخاً حافلاً بالإنجازات الوطنية العظيمة.. رحل الرجل الكبير.. الرجل الإنسان الذي عاصر بناء هذا الوطن، وشارك في مراحل التأسيس بكل اقتدار وحزم وحكمة.. قاد - رحمه الله - حملة للدفاع عن هذا الوطن ضد من خططوا لعمليات الإرهاب لتدمير مقدراته وتفكيك وحدة هذا الكيان المبارك.. رسخ الأمن في البلاد.. والأمان بين الناس.
الأمير نايف بن عبد العزيز الرجل عظيم بتاريخه.. متفوق بخبرته.. رائع بإنسانيته.. يكره العنف ويبغض القسوة.. لم يكن إنساناً عابراً في حياتنا، لكنه كان رحمه الله جزءاً أساسياً منا.. أثره في كل بيت.. وآثاره على كل أسرة.. رعاية لليتيم وعوناً للمحتاج واهتماماً بأسر الشهداء بل حتى بأسر من تورطوا في الأعمال الإرهابية تنفيذاً لقوله تعالى {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.. أسَّس عدداً من كراسي البحث العلمي متنوعة المجالات.. وتابع تطورها ونتائجها.
ولا يسمح المقام بتعداد مآثره وإنجازاته رحمه الله، لكنها وقفة قصيرة مع الحدث الكبير المؤلم.. وفاة نايف بن عبدالعزيز الرجل الإنسان فقيد الوطن وفقيد الأمتين العربية والإسلامية.. بكاه الوطن بكل فئاته، وستبقى سيرته في ذاكرة الأمة.. أسأل الله له الرحمة والمغفرة.. وأن يجزيه خير الجزاء لقاء ما قدم لأمته ووطنه.. كما أسأله تعالى أن يحسن عزاءنا ويجبر مصيبتنا.. وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها.. ويحفظ لها قادتها.. ويديم على خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية ويزيده توفيقاً وتسديداً.