|
دمشق - باريس - واشنطن - وكالات:
استمرت أعمال العنف أمس الجمعة في مناطق مختلفة من سوريا، التي شهدت الخميس يوماً دموياً أودى بحياة 170 شخصاً، في وقت قدرت فيه الأمم المتحدة أن أكثر من مليون ونصف المليون شخص باتوا في حاجة إلى المساعدة في البلاد. ورغم القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري تظاهر عشرات الآلاف من السورين أمس في أنحاء البلاد من أجل حث شعوب العالم على التضامن مع الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد المستمرة منذ 15 شهراً. وقُتل أكثر من 50 شخصاً أمس في أعمال عنف متفرقة في أنحاء سوريا. وفي مدينة حلب, قال نشطاء من المعارضة إن قوات الجيش فتحت نيران المدافع الثقيلة على حشد من المتظاهرين في المدينة أمس؛ ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وفي محافظة حلب أيضاً, قالت جماعة حقوقية سورية أمس إن 26 شخصاً يُعتقد أنهم من «الشبيحة» الموالين للحكومة قُتلوا في ريف حلب الغربي. وأظهر تسجيل مصور أرسله المرصد السوري لحقوق الإنسان عدداً من الرجال مكومين فوق بعض على جانب طريق وقد غطتهم الدماء, وكان كثيرون منهم يرتدون زي الجيش.
بدوره, أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أمس أن «الوضع الإنساني مستمر في التدهور» في سوريا، مشيراً إلى أن «التقديرات الحالية تشير إلى أن مليوناً ونصف المليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية»، بينما كانت التقديرات سابقاً تشير إلى أن العدد هو مليون. وفي مدينة حمص المنكوبة والمدمرة في وسط البلاد، التي تتعرض لحملات قصف متواصلة منذ أشهر، لا يزال فريق الهلال الأحمر ينتظر في محاولة لدخول الأحياء التي يوجد فيها آلاف المدنيين المحاصرين بالقصف والاشتباكات لإجلائهم وتقديم المساعدات لهم. وقال الناشط أبو بلال من حمص إن سبعين في المئة من البنى التحتية في حمص أصبح مدمَّراً نتيجة القصف الذي «تتعرض له منذ أشهر»، والذي يستهدف اليوم خصوصاً حيي جورة الشياح والغوطة. وأوضح أبو بلال أن «معظم سكان حمص هربوا من المدينة، والذين لا يزالون موجودين فيها يحاولون الخروج».
وعلى الصعيد السياسي, دعت فرنسا الجمعة أفراد الجيش وقوات الأمن السورية إلى الانشقاق غداة فرار طيار سوري بطائرته إلى الأردن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو إن «فرنسا ترحب بفرار العقيد حسن الحمادة وتحيي هذه البادرة الشجاعة»، في إشارة إلى الطيار الذي هبط الخميس في الأردن بطائرته المقاتلة ميغ-21، وطلب اللجوء السياسي. وأضاف فاليرو بأن «هذا الفرار يحملنا على دعوة أفراد الجيش وقوات الأمن السورية إلى مواصلة هذه الانشقاقات وعمليات الفرار هذه وعدم الامتثال بعد الآن لأوامر نظام دمشق الإجرامية».
من ناحيته, دافع وزير الدفاع الأمريكي ليون بانتيا عن قرار الإدارة الأمريكية عدم تسليح المعارضة السورية قائلاً إن سوريا تواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة إذا أخفقت جهود تحقيق التحول السياسي السلس. وقال بانيتا في مقابلة الخميس «اتخذنا قراراً بعدم تقديم مساعدات قاتلة في هذه المرحلة. أعرف أن آخرين اتخذوا قراراتهم الخاصة بهم». وأضاف «إلا أنني أعتقد أن من الأهمية بمكان الآن أن يركز الجميع على تحول سياسي سلس ومسؤول». وأردف قائلاً «إذا لم نتمكن من إتمام ذلك على نحو مسؤول فثمة خطر حقيقي من أن يتدهور الوضع هناك ليصير حرباً أهلية مروعة».