|
بعد رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله كانت الفاجعة كبيرة، وتوالت التوقعات فيمن يخلفه في ولاية العهد، ثم اختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، لولاية العهد خلفاً لأخيه وسارت الأمور كما هي ومضت الناس مطمئنة على شؤونها لكون الرجل الثاني في الدولة هو نايف بن عبد العزيز، رحمه الله الآتي من ذات المدرسة التي عمل بها مؤسس هذا الكيان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، طيب الله ثراه وأعقبه أبناؤه «رحم الله ميتهم وحفظ حيهم». وقد تجددت الفاجعة إثر المفاجأة بوفاة الأمير نايف بن عبد العزيز، وهو أحد أبرز أركان الدولة السعودية ليدخل الناس في موجه جديدة من التوقعات حول الشخصية الأقدر لخلافته في الموقع والمسؤولية إلا أن ولي أمرهم والقائم على شؤونهم «عبد الله بن عبد العزيز» الأكثر معرفة بفضل الله بالرجل الذي يجد فيه ساعداً أميناً مخلصاً صادقاً يوكل إليه شؤون الناس ليقف بشكل مباشر على تمامها وإنجازها، وكان ذلك الرجل هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وهو أيضاً يمتد من تلك المدرسة الثابته الراسخة لأكثر من مائة عام، مما جعل الناس من مواطنين ومقيمين على تراب هذه البلاد الطاهرة يبدون مطمئنين ويستقبلون هذا الاختيار بكثير من الفرح والسرور. فالاختيار جاء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومن وقع عليه الاختيار هو سلمان بن عبد العزيز، الحاضر دائماً في كل مفاصل الدولة والموجود بثبات في جميع ملفاتها مشاركاً في قرار بعضها وواقفاً على مسؤولية البعض الآخر منها.
فالأمير سلمان، منذ توليه إمارة الرياض والذي أمضى فيها أكثر من 55 عاماً والناس تقصده في كل شأن يتعلق بمصالحها في الدولة حتى ولو كان ذلك خارج نطاق إمارة الرياض، فسموه كان يحظى بثقة لا مثيل لها لدى قادة هذه البلاد، وقد تجلى ذلك بعد أن اختاره الملك عبد الله الآن ولياً للعهد وساعداً له تشريفاً بالمنصب وقبله كان مكلفاً بتلك المهمة بعيداً عن المنصب، ولكنها تجتمع اليوم تكليفاً وتشريفاً.
رحم الله نايف بن عبد العزيز، وأسكنه فسيح جناته وحفظ الله هذه البلاد من شرور الخلق.
a.sulais@al-jazirah.com.sa