بعد رحيل رجل الأمن الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية -رحمه الله- عن هذه الدنيا رحيلاً مفاجئًا -كما هو شأن الإنسان في هذه الحياة- كان قرار خادم الحرمين الشريفين -وفقه الله للخير- قرارًا سريعاً موفقاً، فقد أوكل المهمتين الكبيرتين -ولاية العهد ووزارة الداخلية- إلى رجلين عريقين في مجال الإدارة، والعمل المتواصل الجاد على مدى سنوات طوال، وهما معروفان بالمثابرة في العمل، والإنجاز فيه، وإدارته باحتراف عند الصغير والكبير من أبناء هذه البلاد المباركة.
أصبح سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع ثم ولياً للعهد، وهو بذلك يحمل عبء عملين ضخمين يحتاجان إلى مضاعفة الجهد، ووجود الأعوان المخلصين الذين يساعدونه في القيام بأعباء هذه الأمانة، فليس الجمع بين ولاية العهد ووزارة الدفاع أمراً سهلاً -كما نعلم- بل هو عمل شاقٌ صعب المراس، ولكننا نرجو لمن حمل هذا العبء أن يجد عوناً من الله ومَدَداً وتوفيقاً، ولن يعدم -بإذن الله- هذا العون والمدد من الله ما دام هنالك لجوء إلى الله، واستعانة به، ونيَّة صالحة يطَّلع الله سبحانه وتعالى عليها.
لقد عمل الأمير سلمان سنوات طويلة في إمارة الرياض، فكان أميرها البارز الذي يتعامل مع أعباء الإمارة بجودة الأداء وقوة الإرادة، والعلاقات الوطيدة مع الناس، وهي علاقات متميِّزة في إطار ما عرفناه من خلال التعامل معه -وفقه الله.
وهو مع ذلك ذو علاقات واسعة اجتماعياً وسياسياً وثقافياً داخل المملكة وخارجها، ولهذا فإن اختياره ولياً للعهد كان اختياراً موفقاً -بإذن الله تعالى.
أما الأمير أحمد بن عبدالعزيز فهو رجل الداخلية الثاني في حياة وزيرها الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، وهو معروف بالجد والمثابرة في إنجاز أعماله، وهو ذو خبرة طويلة في هذا المجال، عَرَف هذه الوزارة وعرفته، وسبر أغوارَها، وكشف أسرارَها، فكان جديراً في إطار عمل الوزارة وإدارة شؤونها بأن يكون وزيرها بعد رحيل وزيرها.
لقد شعر الناس بالراحة حينما صدرت من خادم الحرمين الشريفين قرارات التعيين لهذين الإداريين المجرّبين -سلمان وأحمد- لأن الناس يعرفون التجربة الطويلة لهما في مجالات عملهما.
يبقى بعد هذا الأهمُّ، ألا وهو ضخامة العبء، وعظم الأمانة، فهذه الأعمال الكبيرة تحتاج إلى عزيمة قوية، ونيَّة صادقة خالصة، في أداء الأمانة، والقيام بأعبائها، واختيار موفق للأعوان الذين يتميزون بالحزم والعزم والإخلاص، وإيثار مصلحة العمل ومصالح الناس على مصلحة النفس، فإن دورهم في نجاح العمل دور كبير، وكيف لا؟ وهم البطانة التي ندعو الله سبحانه وتعالى بصلاحها لتصلح جوانب العمل كلها.
أمانة عظيمة وعبء كبير، ومسؤولية أمام الله عز وجل كبيرة، نسأل الله أن يعين الأميرين «سلمان وأحمد» عليها إنه سميع مجيب.
إشارة:
إذا لم يكن عون من الله للفتى
فأوَّل ما يجني عليه اجتهادَه
مكة المكرمة - وادي نعمان