رحيل الأمير نايف عبدالعزيز باني المدرسة الأمنية في المملكة خسارة وفاجعة كبيرة وقد انعكست منظومة الأمن والأمان في المملكة على اقتصادها بشكل كبير ساهم بتدفق استثمارات ضخمة واستقرار اقتصادي مميز عالميا.
فالكثير من الدول قد يتوفر فيها الأمن لكنه لا يغطي كل الأركان الأساسية بالدولة إلا أن الأمير نايف رحمه الله وضع منظومة أمنية تغطي كل متطلبات المجتمع السعودي ولعل الاقتصاد قد يكون السمة البارزة في هذه المنظومة والذي انعكس على كافة الجوانب الحياتية للمواطن ولقطاع الأعمال
فمساحة المملكة الشاسعة لم تؤثر على توفير الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وسهولة تنقل السلع بين المدن وتوفيرها بما يلبي احتياجات المواطن وكذلك قدرة القطاع الخاص على لعب دوره بالاقتصاد المحلي كما أن أمن وحماية المنشآت أعطى استقراراً للمستثمرين وراحة بتدفق الاستثمارات بكافة مناطق المملكة بالإضافة للمدن الصناعية والقطاع التجاري فالمملكة أكبر سوق استهلاكي في المنطقة العربية وتتدفق لها ومنها السلع عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية وبكافة وجهات المملكة الواسعة ومع ذلك كانت الميزة هي السهولة واليسر بهذه الحركة النشطة الواسعة بالاقتصاد والذي تصل وارداته لحوالي 350 مليار ريال والصادرات غير البترولية 150 مليار ريال تقريبا فهذه المنظومة الأمنية التي يسرت تحرك الكميات الضخمة من السلع لم تبنى بسهولة.
وتدار بكفاءة واقتدار عال جدا إلا من خلال التخطيط المنظم لكي تحقق الهدف باستقرار الاقتصاد المحلي وتساعد المواطن بأي مكان في المملكة على توفير الحياة الكريمة له
كما أن للأمير نايف دورا أساسيا وبارزا في إدارة ملف التوظيف للشباب السعودي ووضع الأسس التي تعالج مشكلة تأمين فرص العمل من خلال تطوير منظومة القوانين وكل الإجراءات الدافعة لتأهيل الشباب لسوق العمل والذي بدأت ثماره تجنى الآن بتوظيف أعداد كبيرة بلغت قرابة 250 ألف في تسعة أشهر بعد تطبيق البرامج التي أطلقت مؤخرا مما يعني أن خارطة الطريق استقرت حول الآلية التي ستستمر وستحقق نتائج ممتازة في السنوات القادمة لأنها أصبحت إستراتيجية ثابتة .
الحديث عن مناقب الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله لا يمكن حصرها فقد أسهم غفر الله له ببناء اقتصاد قوي وضع المملكة في مصاف الدول الكبرى اقتصاديا معتمدا على تكامل وشمول بالنظرة للمستقبل القريب والبعيد من خلال دور المؤسسات الأمنية الحامية لثروة الوطن والمواطن
رحم الله الأمير نايف وجزاه عنا خير الجزاء ونسأل الله أن يسدد على الخير خطى ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في ظل قائدنا العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.