ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 30/06/2012/2012 Issue 14520 14520 السبت 10 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت قد كتبت في الأسبوع الماضي مقالا أوضحت من خلاله أن ما يحدث في مصر في الوقت الراهن أشبه ما يكون بلعبة ولكنها ليست لعبة عادية، بل هي لعبة يقوم بها كبار. وقد قارنت بين الوضع الآمن لدينا حيث تغير منصب ولي العهد مرتين خلال أقل من تسعة أشهر، وذلك في إطار نظام محكم مرن وبدون أي فوضى.

وقد أعلنت الأسبوع الماضي نتيجة الانتخابات المصرية وفاز مرسي بعد جدل كبير وقع قبل إعلان النتائج بينه وبين المرشح شفيق والذي كان يؤكد فوزه قبل إعلان النتائج النهائية كما كان مرسي يؤكد ذلك أيضاً، وفي نهاية المطاف اتضح أن كلام مرسي هو الكلام الصحيح، وبعد إعلان النتائج تبدأ حلقة جديدة من مسلسل الحكم في مصر بعد قيام الثورة، ففوز مرسي ليس نهاية الطريق بل هو بدايته، هذا الطريق الذي مضى فيه الإخوان أكثر من ثمانين عاماً ذاقوا خلالها ألوان البطش والسجن والتعذيب من خلال الرؤساء السابقين لمصر، واليوم هم يتسلمون زمام الحكم فماذا هم فاعلون ؟، وإن كان هدفهم طوال تلك السنوات الماضية وصبرهم وتفانيهم في تجميع الناس من حولهم هو الوصول إلى الحكم فهاهم قد وصلوا له فماذا سيفعلون ؟

لقد تأثرت سمعة الإخوان خلال الأشهر الماضية كثيراً، فقد تراجعوا عن قرارهم الذي اتخذوه بعد الثورة في عدم ترشيح أحد منهم للرئاسة، كما فصلوا أحد أعضائهم عندما رشح نفسه للرئاسة بحجة أنهم يرفضون مبدأ الترشيح، ثم عادوا بتقديم مرشح منهم، وفي الوقت الذي نراهم يؤكدون عدم حرصهم على السلطة نجدهم يسعون لتقلد كل مناصب الدولة؛ ابتداء من الرئاسة ومرورا بمجلس الشعب والشورى وانتهاء بالجمعية التأسيسية للدستور، وكان السؤال الذي يتكرر: كيف يتفق هذا كله مع الدعوى لعدم الحرص على السلطة.

أعتقد أن الرئيس مرسي عليه عبء كبير ودور هام في تصحيح تلك الأخطاء، كما إن مسؤولية قيادة دولة ليست كمسؤولية قيادة مجموعة، وهناك تحديات كبيرة واضحة أمام الرئيس الجديد الذي بدأ أول أيامه بإحراج حرسه للبحث عن وسيلة مناسبة لتأمين خروجه لصلاة الفجر، وطلب عدم وضع صوره في المكاتب الحكومية، وطالبت زوجته بتغيير لقب (السيدة الأولى) إلى (خادمة مصر)، وهناك الكثير من القصص الأخرى التي ترد عن هذا الرئيس الجديد والتي هي أشبه بالخيال، وحتى لا يعيش الناس في مثل هذا الوهم الجميل فإن الوقت الحالي لهذا الرئيس هو وقت تحويل الأقوال إلى أفعال ووقت يراد فيه أن يثبت أنه يستحق ثقة الملايين من المصريين الذين قدموا دماءهم وأرواحهم من أجل هذه الثورة، وهو الوقت الذي يجب عليه أن يبين بصراحة ووضوح ماهو مخطط هذه الجماعة بعد الوصول إلى الحكم، وهو الوقت الذي يجب عليه أن يؤكد للجميع بأن لا يقلقوا من وصوله إلى الحكم فهو يتحدث لغة عصرية جديدة تهدف إلى نشر السلام والاستقرار محلياً وعالمياً.

أعتقد أن فوز مرسي يعد نقلة نوعية في نوعية القيادات الموجودة في العالم العربي، وهذا التغيير إن نجح سيساهم في تحريك العديد من المجتمعات العربية لتحقيق تغيير مشابه يساهم في نموها وتطويرها وتحريرها من القيادات الحالية.

 

ماذا بعد فوز مرسي ؟!
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة