** لدينا قطار واحد يعمل على خط لا يتجاوز 400 كلم، يسير وحيداً على أرض منبسطة بالصحراء، فلا شبكة قطارات معلقة ولا قطارات أخرى تصطدم به، وهذا القطار هو المولود الوحيد لمؤسسة الخطوط الحديدية وسخَّرت له جهازاً إدارياً وفنياً كبيراً قد لا يتوفر لأكبر شبكة قطارات العالم، لهذا القطار الوحيد مؤسسة عامة عمرها خمسون عاماً وبها مئات الموظفين إن لم يكونوا بالآلاف، ولدى هذه المؤسسة 16 إدارة ويديرهم رئيس وثلاثة نواب للرئيس، فمن يرى هذا الجيش من الإدارات والموظفين يظن أننا أكبر بلد مشغل للقطارات!! وما علموا أنه قطار ينقلب لوحده بالبر.
** ومع هذا الترهل الكبير لا يزال قطارنا الوحيد يتعثر لوحده، ويتعرض للحوادث، وآخرها حادث انقلاب كاد يروح ضحيته مواطنون أبرياء، بل إن من المذهل أن المؤسسة تجهل التعامل مع مثل هذه الأزمة حيث إنها لم تقم بإبلاغ الدفاع المدني بالحادث إلا بعد 14 دقيقة من وقوعه، وهذا أمر خطير، فالدقيقة الواحدة تفرق في عمليات الإنقاذ.
** هذا الانقلاب الذي مر بسلام نتمنى أن يلحقه انقلاب عنيف في فكر وهيكلة هذه المؤسسة المترهلة، نتمنى أن يحدث هذا الانقلاب تغييراً حقيقياً على مستوى الخدمة والاهتمام بحياة وسلامة الناس.
** هذه المؤسسة المخضرمة وبعمر نصف قرن فشلت في أول اختبار لها حينما أرادت تحديث القطارات، فجأة بقطارات مع أول رحلة بالصيف توقفت، فأين المسئولون حين وضع المواصفات؟.. أم غابت حرارة صيفنا عن بالهم حينما كانوا في ألمانيا يتابعون الصفقة ويحددون المواصفات تحت رذاذ الأجواء الألمانية.
** أعتقد أن المؤسسة بحاجة للتغيير وأقترح أيضاً أن يُقام حفل كبير يُكرم فيه كل مسئوليها الذين خدموا هذا القطار الوحيد، ويا ليت يكون الاحتفال على ظهر القطار الذي عاش طويلاً ليستر فضيحة «صيفنا والقطارات السريعة» ، لنقول لهم شكراً وما قصرتم، وليتكم ترتاحون وتريحون هذا القطار اليتيم معكم.
alonezihameed@@alonezihameed تويتر