الباحة - واس:
تشكل منتجات الحبوب والفواكه بمنطقة الباحة جزءاً مهما من الهوية السياحية للمنطقة, إذ تعد الباحة أحد أهم المناطق الزراعية على مستوى المملكة لما تزخر به من مقومات طبيعية وهبها الله تعالى لها من حيث الأجواء والتربة الصالحة للزراعة ووفرة المياه الجوفية, علاوة على جريان العديد من الأودية بها على مدار العام. وتمثل الزراعة بمنطقة الباحة قديماً المهنة الأهم التي اعتمد عليها غالبية السكان, حيث كان الأهالي ينشطون في الزراعة لما تعود به عليهم من منافع تجارية أسهمت في تنمية حياتهم وفي تطوير قراهم. وما زالت الزراعة تمثل جزءاً كبيراً من تجارة المنطقة التي تصدرها لمختلف مناطق المملكة طبقاً لوصف المزارع خضر الحمدان الذي أكد تميز منتجات مزارع الباحة مقارنة بالمزارع الأخرى من حيث الطعم المعتمد على التربة الخصبة والمياه الخالية من المواد الكيماوية, مستدلاً في هذا الصدد بارتفاع أسعار الرمان الذي تنتجه مزارع المنطقة الذي يدل على جودة المنتج. ومن أشهر ما تنتجه الباحة من الحبوب الذرة البيضاء والقمح والشعير والدخن والعدس «البلسن» والسمسم الذي ينتج منه زيت يسمى «السليط», أما الفواكه فهي تتنوع بحسب فصول السنة ويبرز منها الرمان والعنب واللوز والموز والفركس والطرنج والتفاح والمشمش والخوخ والكمثرى والبخارة والحبحب والتين والحماط وغيرها. ولعل المتتبع لشؤون الزراعة بالباحة يجد أن كل قرية أو محافظة بالمنطقة تنفرد بزراعة أحد أنواع الفواكه أو الخضار أو الحبوب, فيما تجتمع جميع تلك المنتجات في أسواق المنطقة المنتشرة التي تشهد هذه الأيام عمليات بيع كبيرة وسط توافد العديد من زوار ومصطافي المنطقة. ويشير في هذا الصدد عبدالعزيز سعيد الغامدي أحد الباعة في أسواق الخضار إلى حجم الإقبال الكبير على الأسواق الذي يتجاوز في غالب الأيام حجم المعروض من الفواكه الصيفية, مؤكداً أنه برغم ارتفاع أسعار الفواكه في موسم الصيف إلا أن الطلب عليها يتجاوز ضعف الكميات التي تصل للأسواق. وفي إطار الجهود المبذولة لدعم المزارعين وللتعريف بمنتجاتهم الزراعية, فإن المنطقة تعمل على تنظيم مهرجان سنوي للحبوب والفواكه تحتفي من خلاله بمنتجات مزارعها لتسويقها داخل وخارج المنطقة.