الجزيرة – فاطمة الرومي:
عبَّر عدد من الكاتبات والأكاديميات السعوديات والمهتمات بالشأن الحقوقي عن بالغ عزائهن عن فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله -، وأكدن في حديثهن لـ(الجزيرة) جهود الراحل فيما يخص دعم مسيرة المرأة في النواحي العلمية؛ ليثبت للجميع أن المرأة السعودية كانت ولا تزال تلقى الاهتمام الذي تستحقه من قِبل القيادة الرشيدة،
ومن أبرز الأمثلة استحداثه - رحمه الله - جائزة الأمير نايف للمرأة السعودية، التي سيعلن تطبيقها العام القادم في عدد من الفروع كالمجال الاجتماعي، الطب، الإعلام والاقتصاد.
من جهتها قالت الكاتبة هدى المعجل: «الإبداع لا يتقيد بجائزة، لكنها تبقى المعزز الذي يمنح دافعية أقوى للنجاح. والراحل في استحداثه الجائزه كان مدركاً مدى حاجة المرأة السعودية إلى الدعم من ولاة الأمر؛ وبالتالي أتصور أن المرأة السعودية ستجتهد لأجل منشئ الجائزة، الذي لم يدخر جهداً لأجل هذا الوطن».
واعتبرت الكاتبة والمهتمة بقضايا المرأة هند عامر جائزة نوعية كهذه من رجل عظيم أنها ستكون نبراساً يضيئ طريق التميز للمرأة التي أثبتت نجاحها في العديد من الميادين، وستشهد الأيام القادمة بالأثر الطيب الذي ستتركه هذه الجائزة على مسيرتها.
وقالت مديرة الإدارة النسائية بمجلس الغرف سابقاً الأستاذة هيفاء الحسيني: باسم كل امرأة سعودية أقول إنه عطاء لن ينضب بإذن الله، وثوابه ممتد إلى ما تحت الثرى، وإذا كان استحداث مثل هذه الجائزة دافعاً واضحاً لشحذ همة كل امرأه فإنه أصبح الآن مسؤولية أكبر تقديراً لثقة هذا القائد، الذي اتبع كتاب الله وسُنّة رسوله. وأوضحت أن الجائزة تُعَدّ مسك ختامه في الدنيا وامتداداً لصدقة جارية تصله إلى قبره بإذن الله.
وتمنت الدكتورة ثريا العريض أن لو تم إعلان هذه الجائزة في حياة الأمير نايف؛ ليرى بنفسه فرحة الأوساط النسائية واحتفاءهن بها. وتابعت: «مما لا شك فيه أن استحداث الجائزة سينعكس إيجابياً على عطاء المرأة السعودية في مجالات شتى، وسيكون دافعاً لتحقيق المزيد من الإنجازات».
كما أن هذه الجائزة جاءت لتُظهر جانباً في شخصيته رحمه الله، كان سيظل مجهولاً للبعض، وهو جانب الاهتمام بكل ما من شأنه الارتقاء بمكانة المرأة السعودية ودعمها؛ فأرجو أن يتفهم الجميع ويقدر قيمة هذا القرار؛ فالبعض للأسف كان لا يرى في سمو الأمير نايف رحمه الله سوى الرجل الصارم، بل إن البعض كان يظن أنه رحمه الله يقف ضد المرأة غير مدركين حكمته وبعد نظره في كيفية وزن الأمور لخلق التوازن في المجتمع.
وتابعت الأستاذة فدوى بنت عبد الرحمن المخرج رئيسة القسم النسائي بجمعية نقاء: لم يكن هذا القرار بمستغرب من رجل بقامة الأمير نايف؛ فقد أولى المرأة اهتماماً كبيراً؛ إذ كان معها قلباً وقالباً، ويحرص على عدم المساس بها ساعياً للحفاظ عليها ومقدراً تضحياتها حتى أصبح لها دور بارز في المجتمع تستحق علية التقدير والثناء؛ فقد علم أهمية دور المرأة في بناء المجتمع والحفاظ عليه، وكذلك دورها في رقي أفراده؛ فكانت جائزة العطاء كتلويحة الوداع في يوم رحيله وتخليداً لاسمه.
ووصفت الأديبة نورة الخاطر الجائزة بالصدقة الجارية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..) ومنها الصدقة الجارية، وكلها اجتمعت في هذه الجائزة، ولها الأثر الكبير على العطاء بالنسبة للمرأة التي نالت حقها في عهد سموه، وكيف أنه استطاع حمايتها والدفاع عنها وقد أحسن رحمه الله كثيراً للمرأة السعودية في المجالات كافة، ولم يتركها نهباً لعباد الشهوات ومن أراد بها السوء والشر العميم الذي قد لا تدركه حتى هي.
واستطردت: «كان مشجعاً وحاثاً على العلم بكل فروعه، وهي من أهداف الجائزة التي وافق عليها لتشجيع المرأة السعودية على البحث العلمي».
وقدمت فاطمة آل تيسان (كاتبة في جريدة عكاظ) التعازي إلى مقام خادم الحرمين الشريفين في وفاة الأمير نايف، وقالت: لقد كان له رحمه الله أياد بيضاء مع الجميع، وإن كان خص المرأة بجائزة فهذا ينبع من إيمانه بأهمية دورها داخل مجتمعها وتقدير جهودها وتفوقها الذي تجاوز حدود الوطن، ونالت مراكز متقدمة في العديد من المجالات.