|
تجلت الحنكة والحكمة التي تتحلى بها قيادتنا الرشيدة وتجسَّدت واقعاً ممثلة بمليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه، تجلت بوضوح عندما منيت الأمة الإسلامية والعربية بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص بفقد رمز من رموزها الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته- فجاء الأمر الملكي بثقة واقتدار بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع. الأمر الذي لم يكن بالأمر المستغرب على رجل مخلص لدينه ووطنه الذي تربى عليه ونشأ فيه, سليل المجد شبل من ذاك الأسد حاكم عادل, مؤتمن أمين, سلطان حكيم.
جاء هذا الأمر الملكي فبعث الأمل من جديد بعد حزن عميق، وساد الاطمئنان على مستقبل التنمية بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يعاضده ويسانده ولي عهده -أستاذ القيادة والإدارة. لقد تشرفت بلقاء سموه في أكثر من مناسبة سواءً في مكتب سموه أو في زياراته وجولاته التفقدية، وذلك أثناء عملي في مواقع عدة كجامعة الملك سعود ومدينة الملك فهد الطبية وجامعة المجمعة والجمعية السعودية للإدارة الصحية التي شرُفتْ برئاسته الفخرية لها فأضاف لها شرفاً ومكانة ووجدت كل الصفات التي كتب عنها كثير من الكتاب وتحدث العديد من المتحدثين عن شخصيته -حفظه الله- مسطرين الكثير والكثير عن مسيرة عطرة ناجحة موفقة -بإذن الله- سيخلدها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة وسيدرسها الباحثون.
ولعلي أركز هنا على ثلاث نقاط تميزت بها هذه الشخصية الفذة:
1 - ما حباه الله من درجات عالية من الحضور «الكاريزماتي» الطاغي, قريب من مجالسيه بهيبة حاكم. والقدرة على جذب الانتباه والتأثير في الآخرين وإثارة مشاعر كامنة من الولاء والحماس وقدرة كبيرة على الإقناع بأبسط الطرق.
2 - الدقة العالية في المواعيد سواءً في مواعيد اجتماعاته أو زياراته أو حتى في استقبالاته في مكتب سموه أو قصره, هذه الدقة العجيبة في المواعيد رغم مشاغله وأعماله الكثيرة يبعث من خلالها للجميع رسائل لضرورة احترام الوقت، وهي من أهم صفات القائد والإداري المحنك، حيث إنها تجعل الشخص يخجل من نفسه عندما يلاحظ ذلك.
3 - كما يتميز سموه بمعرفة دقيقة بأحوال المناطق والمحافظات وحتى العوائل وتفرعاتها مما يمكنه من رسم تصور دقيق للإستراتيجيات العامة والخاصة ومعرفة متطلبات التنمية القادمة واحتياجات كل منطقة ومحافظة.
حفظ الله سموه من كل سوء ومكروه وأعانه على تحمل هذه الأمانة والمسؤولية.
وكيل جامعة المجمعة، عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية