عندما تفاجأ بأن هناك خدمات متاحة تحقق لك مزيد من الراحة والأمان ولا تعلمها وهي أقرب إليك من شراك نعلك تكون الصدمة! هذا ما حصل للمواطن بعد لقاء الزميل داوود الشريان برئيس مؤسسة البريد السعودي الذي كشف عن أمر لاتقتصر أهميته على الرسالة إرسالاً واستقبالاً وإنما تتعدى ذلك إلى ماهو أكبر وأهم, ألا وهو الجانب الأمني والصحي.
قال رئيس مؤسسة البريد إن ما قامت به مؤسسته من عنونة للمنازل بوضعها الأرقام الأربعة على باب كل منزل لا يعني فقط وصول الرسالة بل يتعدى ذلك إلى وصول رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر والشرطة وغير ذلك من الجهات التي يهم المواطن معرفتها بموقعه دون الدخول في وصف ممل وغير دقيق قد يفقد الإنسان حياته أو أمنه.
أشار رئيس البريد إلى أهمية معرفة كل فرد من أفراد الأسرة بهذه الأرقام الأربعة عند الاتصال بأي من الجهات لكون هذا الرقم يعني الاستدلال الملاحي المباشر للموقع مما يختصر الوقت والجهد ويكون سبباً -بإذن لله- في وصول هذه الجهات في الوقت الصحيح.
شيء جميل سرنا كثيراً ولكنه أصابنا بسخط لا نستطيع ان نخفيه لكوننا لا نعلم عن هذا شيئاً, فهل مؤسسة البريد هي من تستحق سخطنا؟.. انفق على هذا المشروع عشرات الملايين وهو أمر يستحق ولكن أن تنفق هذا الملايين على مشروع حيوي وهام ولا يسوق بالشكل الصحيح فإن هذا يعد قصوراً يحق لنا أن نسخط ونغضب على من كان السبب.
مشكلة الكثير من الجهات الحكومية أنها تعتقد أن الإنفاق على الإعلام يعد ترفاً وليس ضرورة! وهذا أعتقد أنه قصور في الفهم, فئة أخرى تؤمن بأهمية الإعلام لكنها لا تعرف كيف تتعامل معه, ولا تجيد اللغة الإعلامية المؤثرة ولا تريد أن تستعين بالمختص الذي يأخذ بيدها للطريق الصواب, مؤسسة البريد السعودي لا أدري إلى أيّ الفئات تنتمي, لكنني متأكد بأنها إن كانت قامت بأي عمل إعلامي للتعريف بهذه الميزة والخدمة الحضارية الجميلة فإنها سلكت الطريق الخطأ لذا لم نعرف بخدمتها تلك إلا من خلال اللقاء المشار إليه.
قرأنا ووصلتنا بعض المطويات عن خدمة البريد المنزلي (واصل) ومع تحفظي على طريقة هذه الحملة إلا أنها لم تولِ مسألة أهمية ما قامت به مؤسسة البريد من خدمة (الأرقام الأربعة) أيّ اهتمام لذا كان سخط المواطن كبير.
كل الذي نريده من مؤسسة البريد أن توضح للمواطن خدماتها بشكل مبسط وصريح دون (بهرجة) يضيع معها الهدف الرئيس, كما نريد منها الغاء هذه الرسوم (البدع) على صناديق البريد والشروط العجيبة الغريبة!
سنكون معكم أيّها المؤسسة الحضارية ولكننا نريدكم أن تكونوا معنا لا علينا, ولا تحملوننا مالا طاقة لنا به ولا يقره عرف ولا منطق.
والله المستعان،،،
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118