عنيزة - عطا الله الجروان:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة القصيم بأن العلماء كانوا بجانب ولاة أمر هذه البلاد ويقفون معهم صفاً واحداً ويحضرون إليهم في كل وقت وعند كل أمر يريدون مناقشة ولاة الأمر فيه. وقال: كنت أتشرف برفقة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- وكان الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- لا ينقطع عنا ويحضر في كل وقت ويختصر مع الأمير سلطان، منفردين لساعتين أو أكثر وكان هناك نقاش يدور بينهما وكان الشيخ محمد يحاول إقناع الأمير سلطان بأمر معين وكان الأمير سلطان يقدم ما لديه من معلومات كانت تلك العلاقة الصادقة بين فضيلة الشيخ وممن يحمل العلم وبين أحد ولاة الأمر، وكنا نعجب وندعو لهم بالخير.
وقال في كلمة خلال تشريفه الحفل الختامي للفعاليات الصيفية التي أقامتها مؤسسة الشيخ محمد بن عثيمين الخيرية والتي اشتملت على دورات شرعية وعلمية وتدريبية لتطوير الذات والمحاضرات واليوم التطوعي: هذه العلاقة التي وددت أن أذكرها لكم والتي كانت بين أولئك الرموز والعلماء الأفذاذ وبين ولاة الأمر، وكانوا لا يتحدثون بكلمة واحدة عن ولاة الأمر وعندما يسألون عن أي أمر يقولون سوف نرى ذلك ثم يذهبون للتشاور مع ولي الأمر، وكانوا لا يفشون سراً أو يقدحون بالدولة وإنما كانوا يثنون على الدولة، وقبل بضعة أيام استمعت لخطبة لفضيلة الشيخ محمد -رحمه الله- ألقاها في عام 1408 هـ أمام الملك فهد -رحمه الله- والأمير عبدالله، عندما كان ولياً للعهد أثناء زيارتهما لمنطقة القصيم وكانت خطبة عصماء وكان الشيخ يدعو فيها لهذه الدولة، بل إنه ذكر وأقسم بأنه لا يرى ولا يعلم في العالم دولة تشبه هذه الدولة بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل مميزات هذه الدولة، وأضاف: «أعدت سماع هذه الكلمة ثلاث مرات وكان الشيخ -رحمه الله- بليغاً يترجل كلامه ارتجالاً أمام الملك فهد والملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد، وكان يتحدث بكل أريحية وكل إخلاص وكان يدعو وفي نفس الوقت يحث الملك فهد والملك عبدالله على زيادة الحرص على تطبيق شرائع الله، هكذا عرفت الشيخ محمد -رحمه الله-، عندما نرى الأعلام من المشائخ الشيخ محمد والشيخ ابن باز -رحمها الله- والمشائخ أعضاء هيئة كبار العلماء لا نرى منهم أي نقد أو استياء أو قدح للدولة أو إشهار بشيء من ذلك، هذا ما رأيناه من السلف من العلماء من الولاء للدولة والإخلاص والمحبة والنصيحة بالسر».
ثم ذكر صاحب السمو مواقف حضرها تدل على بساطة الشيخ -رحمه الله- عندما يزوره ولاة الأمر حيث كان لا يتكلف في أي شيء حتى في جلسته والوليمة التي يعدها لضيفه من الملوك أو الأمراء. وقال: نحن في زمن أحوج ما نكون إلى وحدة الكلمة والصف وليس التفريق.