|
الدوادمي – عبدالله بن محمد العويس:
تتوارى الكلمات خجلاً, وتنزوي في الحناجر حزناً, ويتلعثم اللسان عجزاً, ويقف اليراع حيران أسفاً، لا يسعفه المداد لقطع مشواره الطويل, وكيف لا يكون ذلك والراحل أحد أسود المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه - وصمام أمن الوطن, صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، فقيد الشعب والأمة. وقد جاء نبأ فقد الأمير نايف في وقت كان فيه الوطن ومواطنوه بانتظار عودته من رحلته العلاجية, إلا أن إرادة الله فوق كل شيء, فأسلم روحه إلى بارئها وقد أدى مسؤولياته الجسام على أفضل ما يرام, وأغمضت تلكما العينان الكريمتان اللتان طالما باتتا حارستين أمينتين لبلاد الحرمين وحماية مقدراتها, المتصدي وبكل قوة وحزم وصرامة للفلول الفاسدة المارقة المريضة إلى أن هلكت في جحورها ودهاليزها المظلمة خاسئة خائبة خاسرة.
ولا شك أن وفاة النايف الأمين خطب جسيم ورزية كبيرة، لف حزنها أرجاء المملكة ومحافظاتها ومراكزها وقراها كافة بحكم الوشائج القوية والتلاحم والتراحم بين القيادة والشعب منذ توحيد الوطن على يد الموحد - طيب الله ثراه - إلى وقتنا الحاضر الزاهر وحتى قيام الساعة - إن شاء الله - ترابطاً ومحبة وولاء متوارثاً لهذه الأسرة المالكة الكريمة وانتماء لهذا البلد الأمين المعطاء.
(الجزيرة) التقت بعض كبار رجال المال والأعمال من أبناء محافظة الدوادمي لرصد مشاعر حزنهم تجاه فقيد الشعب والوطن، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله -، ومدى ارتياحهم للقرارات الملكية التي خففت تلكم الرزية, فكانت بداية اللقاء مع رجل الأعمال عضو الغرفة التجارية الصناعية بالرياض رئيس لجنة المقاولين بالمملكة الشيخ / فهد بن محمد الحمادي، الذي قال: وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تعني - بكل المقاييس - رحيل ركن من أركان الدولة, بل قامة عالية من قامات السياسة والدبلوماسية في عالمنا العربي والإسلامي؛ لما عرف عن الفقيد - رحمه الله - من أنه شخصية فذة، اشتُهر بالحكمة وبُعد النظر والخصال الإنسانية العريضة, رجل بارع ومتحدث بليغ وسياسي محنك, حصن منيع في وجه كل من تملي له نفسه محاولة تكدير صفاء أمن الوطن, كما له وقفات إنسانية، وفي المقابل له وقفات استثنائية صارمة سجلها التاريخ بمداد الفخر والبطولة لوأده خطط الإرهاب وأذياله الخاسرة، وأذهل العالم بقدراته الاحترافية التي دحرت تلك الفلول من خوارج الزمان، وأفشل أحلامهم الواهمة المعتلة. وجاء نبأ وفاته مفاجأة صاعقة قوية ورزية أيما رزية, كيف لا ومآثر الفقيد لا تحصيها أقلام الأدباء والكتّاب, ولا تترجمها الألسن مهما أوتيت من بلاغة وبيان, لكن الله بالغ أمره، والموت سُنّة الله في الخليقة جمعاء. واستطرد الحمادي بقوله: وفي تلك اللحظات الحزينة التي يقاسيها الشعب برحيل الفقيد لم تغب تلك المعاناة عن وجدان والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين بادر - وفقه الله - بإصدار قراره السديد باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع, وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية؛ فملأ تلك الفراغات بمن هم أهل لها وجديرون بها, فيا له من قرار سديد واختيار رشيد هون من الأحزان وطمأن النفوس وأبهج الصدور. وأضاف رئيس لجنة المقاولين: إنها لمن أكبر نِعَم الله على هذا الوطن الغالي وشعبه الأبيّ الوفيّ أن هيأ لهم قادة أوفياء رحماء كرماء سلائل موحّد هذا الكيان الشامخ الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه وأحسن مثواه، ووفّق أبناءه الأخيار الأبرار، وأمد في أعمارهم عزاً ونصراً وفخراً للإسلام والمسلمين، وبارك في عقبهم إلى يوم الدين.
إلى ذلك تحدث رجل الأعمال المعروف رئيس الجمعية الخيرية بالثندوة الشيخ/ قاعد بن مقحم الحبيل قائلاً: ببالغ الحزن والأسى فاجأنا خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - تغمده الله بواسع رحمته -. وفي الحقيقة أن رحيله يُعَدّ فاجعة قوية يتعذر معها اللسان عن التعبير عما يختلج في الفؤاد من الأحزان, ذلك الأمير الإنسان الذي جمع بين الحكمة والقيادة والهيبة والتواضع والحزم, ذلك الأمير الذي جعل من نفسه مدرسة من الحنكة وحسن التصرف في إدارة الأزمات, وهذه الصفات اجتمعت في شخصية سموه رحمه الله. وأضاف الحبيل: لقد وافته المنيه - عليه رحمة الله ورضوانه - بعد حياة زاخرة بالعطاء والإنجاز والتضحية والمواقف النبيلة, ناذراً نفسه لخدمة دينه ومليكه وشعبه ووطنه, وقف بكل قوة وصرامة كالطود الأشم أمام من يحاول المساس بأمن البلاد, ضرب الإرهاب فوق هامته في جحوره المظلمة، وكشف خفاياه المريضة فتولى مذموماً مدحوراً، يجر أذيال الخيبة والندامة والخسران المبين, تصدى لضعاف النفوس من مهربي سموم المخدرات التي يستهدف مروجوها إفساد عقول الناشئة, وأجزل الله له الأجر والمثوبة بما سهر على حفظ أمن الوطن من شرور الفاسدين المفسدين. وأردف بأنه من خلال معايشة هذه اللحظات الحزينة على فقيد الوطن والشعب والأمة لم يغفل خادم الحرمين الشريفين عما يقاسيه الشعب إزاء مصابهم الجلل والأحزان التي تلف مشاعرهم؛ حيث أصدر - وفقه الله - توجيهاته السديدة الرشيدة باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع, ذلك الأمير الذي لا ولن يختلف الساسة والمفكرون والأدباء والمثقفون على المقومات القيادية والمواهب الفريدة في شخصيته - وفقه الله - فضلاً عن كونه رمزاً لامعاً، سطَّر أروع ملاحم الوفاء في مرافقاته الطويلة لإخوانه في رحلاتهم العلاجية، رحمهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته. وأشاد الحبيل أيضاً بالقرار الكريم الحكيم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية, الذراع اليمنى للفقيد، وما يمتلكه من ثروات مهولة من الخبرات القيادية والأدوار المميزة في التقنية الأمنية وارتفاع لغات التواصل بين عمليات أجهزة الأمن؛ ما أدى إلى تسجيل معدلات إنجاز عالمية في سرعة القبض على المجرمين وبسط الأمن في ربوع الوطن. وأردف بأن سمو الأمير أحمد - وفقه الله - لا يلتفت إى عدسات الإعلام, ولا يعترف إلا بالإنجاز ولغة الأرقام, حقاً إنه الرجل المناسب في المكان المناسب. واختتم رئيس جمعية الثندوة الخيرية حديثه الشيق بالدعاء الخاص بأن يوفق الله الأميرين الكريمين سلمان وأحمد في مهامهما القيادية الجسيمة الموكل لها حفظ الأمن والذود عن حياض الوطن ومقدراته, وأن يحفظ لنا والدنا خادم الحرمين الشريفين مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويمتعه بموفور الصحة والعافية, ويديم على وطننا المعطاء أمنه ورخاءه واستقراره وازدهاره.
رجل الأعمال المعروف أحد أهالي الجديدة بمحافظة الدوادمي وصاحب شركة الفلاح للمقاولات الشيخ/ صمدان بن ساير الدلبحي عبّر عما يجول في خاطره تجاه المصاب الجلل فقال: بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز افتقد الشعب والوطن رمزاً من رموز الأمن، الذي ضحى بالكثير في سبيل أمن الوطن واستقراره طوال تسنمه صرح وزارة الداخلية، التي شهدت خلالها البلاد أمناً واستقراراً بات مضرباً للمثل، وتنامى فيها الاقتصاد إلى مكانة عالمية مرموقة. ولفت الدلبحي إلى أن وفاة الفقيد خطب جلل، يجعلنا نتذكر نايف الصامد في مواجهة أعداء الوطن, ونتذكر وقفاته الشجاعة الحازمة التي دحرت شراذم الإرهاب والتخريب, نتذكر وقفات الراحل مع رجال الأمن في الأزمات وزياراته لأسر الشهداء والمصابين, نتذكر مواقفه الرجولية - رحمه الله - مع العائدين من معسكرات الزيغ والضلال ومعالجة أوضاعهم وإعادتهم مواطنين صالحين. وأردف بأنه مهما تطرقنا بإيماءات مختصرة من إنجازات الفقيد إلا أن حصر مآثره وصفاته يحتاج إلى وقفات ومجلدات؛ فحُقّ للشعب أن يحزن برحيله - رحمه الله - وتخفيفاً لتلك الأحزان التي عصفت القلوب بادر والد الجميع خادم الحرمين الشريفين - متعه الله بحياته - بإصدار توجيهاته الكريمة الحكيمة باختياره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع, وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية. هذه القرارات السديدة أراحت النفوس وانشرحت بها الصدور وهونت من المصيبة. واختتم حديثه داعياً المولى - عز وجل - أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويسبغ عليه الصحة والعافية, وأن يبارك في إخوانه وأفراد الأسرة المالكة الكريمة كافة, ويديم على وطننا الغالي بلاد الحرمين نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والازدهار في ظل قياداتنا الرشيدة.
من جهته تحدث رجل الأعمال رئيس مجلس إدارة شركة ابن عميرة للمقاولات الشيخ/ معضد بن عبيد بن عميرة بقوله: إن رحيل الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز خسارة فادحة على الوطن ومواطنيه والأمتين العربية والإسلامية؛ كونه رجل دولة من الطراز الرفيع ومحنكاً سياسياً وأمنياً وإدارياً, يتصف بالحصافة والرصانة والحكمة في كثير من الأمور. ولفت ابن عميرة إلى أن للفقيد هيبة في قلوب الأعداء ممن تملي عليهم نفوسهم المريضة المساس بأمن الوطن واستقراره, له صولات وجولات حازمة وصارمة ضد الإرهاب وزمرته الضالة, ومناصحة للمغرر بهم لأجل اهتدائهم إلى جادة الحق والصواب؛ ليعودوا رجالاً صالحين مهتدين، وهذا نهج مميز على المستوى العالمي. وأضاف بأن من نعم الله تعالى على هذه البلاد المباركة وشعبها الوفي أسود العرين التي نهلت تعليمها من أسد الجزيرة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مؤسس كيان هذا الوطن الشامخ وموحد شتاته وجامع كلمته تحت راية التوحيد؛ فنحمد الله على نعمائه التي لا تحصى, إذا خلا سيد منا قام سيد. وأردف بأن نبأ رحيل الأمير نايف كدّر المواطنين ولف الحزن أرجاء الوطن كافة لما للفقيد من مكانة في قلوب الشعب, عندئذ بادر خادم الحرمين الشريفين لتخفيف المصاب في وجدان شعبه؛ حيث أصدر قراراته الكريمة الموفقة كما هو معهود منه - حفظه الله ورعاه - باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع, وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية, وما هذه المسارعة الحكيمة من مليكنا المحبوب إلا لتبديد أحزان شعبه الوفي والتخفيف من الخطب الجلل كون الشعب وقادته - بفضل الله وكرمه - كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. واختتم ابن عميرة حديثه الشيق بسؤاله المولى سبحانه أن يوفق سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز الجديرَيْن بهذه المسؤوليات الكبيرة, وأن يمتع والدنا وقائد مسيرتنا ورائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوافر الصحة والعافية، وأن يطيل في عمره، ويجزيه خير الجزاء بما قدمه ويقدمه لشعبه ووطنه, وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار والازدهار ويجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد كيد الكائدين الحاسدين في نحورهم، إنهعلى كل شيء قدير.