ثلاثة عشر عاماً مضت على آخر تواجد لي في العاصمة الأردنية عمّان، حيث كنت اتلقّى تعليمي الجامعي، وكنت أرتاد مركزاً نسائياً للخدمات، للحصول على ما يلزمني. هناك كانت تعمل (تانيا) موظفة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في ذلك الوقت كانت بادية التوتُّر والارتباك حالما يُطلب منها أداء أي مهمّة، ولكنها وفي نهاية الأمر كانت تُؤدِّيها بغضِّ النظر عن مدى جودتها أو حجم الجهد المبذول لإنجازها.
اليوم، وبعد ثلاثة عشر عاماً، سافرت إلى تلك العاصمة، وقصدت ذاك المركز، وكانت (تانيا) هناك، تعمل بجدٍّ واجتهاد، وإتقانٍ واحترافية تامّين لما تؤديه، لم تكن مجرَّد عاملة في المركز بل ركناً أساسياً لا يقوم العمل بدونها.
لله درّك يا (تانيا) ما أروعك وما أقوى إرادتك وهمّتك .. سلكت طريق النجاح، وحققت هدفك رغم الصعاب. وقبل ذلك شكراً صاحبة الحلال، وشكراً لسعة صدرها وتفهُّمها الذي ساعد (تانيا) لتصل إلى ما هي عليه الآن.
- الرياض