الارتباط بين الرجل والمرأة بعقد الزواج الشرعي أمر مشروع وحتمي ويتمشي مع الشريعة الإسلامية والطبيعة البشرية ومع المنطق، ذلك أنه عن طريق الزواج يتحقق الآتي:
تكوين أسرة، فالزوجان كل منهما لباس للآخر مصداقاً لقول المولى عز وجل {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ....} [البقرة:187.
المعاشرة الزوجية بين الرجل والمرأة بما يتمشى مع أحكام الشريعة.
إنجاب الأولاد والبنات ومن ثم زيادة عدد المسلمين انسجاماً مع قول المصطفى صلى الله علية وسلم (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة).
إن الأولاد والبنات يقومون برعاية والديهم عند كبر سنهما حيث يردون الجميل لهما لقاء قيامهما بإيجادهما في هذه الدنيا بإذن الله عز وجل وكذلك لقاء قيامهما بالإشراف على تربيتهم ورعايتهم في سن الطفولة والمراهقة والشباب .
ورغم هذه المزايا للاقتران بين الرجل والمرأة وفق رابطة الزواج الشرعي إلا أن المشاهد في المجتمع أن تأخر الزواج أو ما يعرف بالعنوسة أصبحت ظاهرة. والعنوسة تعني تجاوز الشاب أو البنت السن الطبيعية للزواج، وهي في الغالب تكون بين 22 سنة وسن 25، ويروى بأن عدد العانسات في المجتمع السعودي يتجاوز (المليون وخمسمائة ألف) عانس.
ونورد بعض الأفكار والآراء حول أسباب العنوسة وهى:
الرغبة في إكمال الدراسة ليس الجامعية فقط بل الدراسة العليا.
تأمين الوظيفة أولاً ثم التفكير في الزواج وهذا الشرط يمكن أن يكون مقبولاً من الشاب وليس البنت لأن الشاب مطالب بتأمين المنزل وغيره من المتطلبات.
المواصفات الشديدة والدقيقة في شريك أو شريكة الحياة.
غلاء المهور ورغبة بعض الأسر في الاستفادة من مرتبات بناتهم الموظفات.
عدم قبول البنات بالزواج ممن يكبرهن في السن أو من المتزوج بأخرى.
العادات الاجتماعية التي تمنع الزواج بين الشاب والبنت والمبنية على أسباب لا تتمشى مع روح الإسلام وهدى الرسول صلى الله علية وسلم (من جاءكم من ترضون دينة وخلقة فزوجوه) فالدين والتقوى في الشريعة الإسلامية هما المعيار ولا شيء غيرهما.
ونورد هنا قول إحدى بنات القبائل العربية عندما أصر والدها على ألا يزوجها إلا بفارس من فرسان العرب حيث قالت (يا يبه العمر يمضى والوحدة عذاب).
كما نورد الحلول التي يمكن أن تعالج مشكلة التأخر في الزواج حسب ما يلي:
يجب إدراك أن الكمال لله سبحانه وتعالى وإن كل المواصفات لا يمكن أن تتوفر جميعها في أي شاب أو بنت.
أن يكون هدف الشاب أو البنت من جمال أو وسامة الطرف الآخر هو جمال العقل وسمو الروح وحسن الأخلاق والالتزام بأحكام الدين.
تطبيق قول الرسول صلى الله علية وسلم (سالف الذكر) وهو (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقة فزوجوه) فالإسلام كُلُّ لا يتجزأ.
عدم قيام والد البنت بإثقال عاتق الشاب المتقدم لابنته بالمهر والطلبات المبالغ فيها.
قبول البنات اللاتي تجاوزن سن الزواج أي فوق سن 30 أو40 سنة بالاقتران بالمتزوج أو كبير السن 60 سنة فما دون في حالة التأكد من حسن تعامله وسلامة صحته ومقدرته المالية، فكما يقول المثل المصري (ظل راجل ولا ظل حيطه).
العمل على إيجاد آليات تكون معنية بدراسة حالات البنات اللاتي تجاوزن سن الزواج وبالذات غير الموظفات للوصول إلى حلول مناسبة لهن.
إشاعة ثقافة تعدد الزوجات اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة من الرجال الموسرين والذين يتمتعون بصحة جيدة، وعلى الزوجات الكريمات التعاون في ذلك لأن فيه خدمة للدين والمجتمع والصالح العام، اذ إن التعدد سوف يكون علاجاً مهماً لمشكلة العنوسة بين البنات وفي الوقت نفسه سيؤدي إلى إنجاب المزيد من الأولاد لمن يتزوج بهؤلاء البنات وقد كان من تيسير التعدد في العهد النبوي أن الصحابي كان يتزوج بأخرى ولا يعلم أحد بزواجه إلى صبيحة اليوم التالي.
asunaidi@mcs.gov.sa