تاريخ وتقنية: في عام 1990م نشرت مجلة العلم الأمريكية مقالا بعنوان (ميلاد الجزيئات)، عرض الكاتب خلالها تقنية أكثر دقة وتفصيلا عن العلماء الذين سبقوه؛ فتابع دراسة حركات الجزئيات منذ ولادتها وقبل التحاقها ببعضها. ولا تستغرق هذه العملية سوى جزء من الثانية، وباستخدام أشعة ليزر وكاميرا متطورة ودقيقة جداً تمكن معها من تصوير ما يجري من تفاعل كيميائي بين الجزيئات. وتساوي الفيمتو ثانية FS = 10 مرفوعة للقوة -15، أي وميض ضوئي بالغ في القصر لا يتعدى حركة الجزء من مليون المليار من الثانية.

ولتقريب التشبيه:

* أي كما تعادل الثانية لـ32 مليون سنة.

* أو كما تعادل قطر شعرة إنسان مقارنة بالمسافة بين الأرض والقمر.

وبفضل هذه التقنية أصبحنا قادرين على توضيح تفاصيل الصورة بحيث يمكن التدخل والتعامل مع أصغر الجزيئات بسرعة رهيبة. وبفضل كيمياء الفيتمو (كما يقول رائدها الدكتور أحمد زنيل الذي نال بعدها جائزة نوبل للكيمياء عام 1999) يفتح لنا مجالات كثيرة في الكيمياء والطب والزراعة والصناعة وعلوم الفضاء والاتصالات والإلكترونيات.

ما هو جهاز ليزر الفيتمو ثانية؟

إن جهاز FS يقوم بالقطع الجراحي والتعامل مع أنسجة القرنية بدقة عالية وبحرارة أقل وبسرعة، ولا يزيد قطر الأشعة عن أجزاء من مم، أي أن الطاقة تفرغ حمولتها على نقطة معينة مسبقاً (كما يحددها الجراح) داخل القرنية دون المساس بالأنسجة المجاورة. وبهذه الدقة المتناهية يمكن توظيفها لعمليات مختلفة على سطح القرنية، وبهذا نستغني عن الطرق التقليدية من مشارط وأدوات يدوية أو كهربائية. وسيرد تفاصيل بالأعداد اللاحقة عن أنواع العمليات التي يمكن الاستفادة منها بهذه التقنية.

كيف يعمل FS؟

يقوم الجراح بتحديد شكل وعمق وأبعاد المنطقة المراد قطعها من سطح القرنية، فعلى المستوى الدقيق للقرنية عندما تسلط ضوء الليزر عليها تتكون مجموعة مجهرية من الفقاقيع في المكان المحدد داخل القرنية وباتحاد هذه الفقاقيع يتكون السطح المراد رفعه بسهولة من على القرنية.

د. عبدالرحمن الخلف

استشاري جراحة القرنية والماء الأبيض والليزك