|
باريس - موسكو - دمشق - وكالات:
دعا البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في باريس أمس الجمعة «بوضوح» إلى ضرورة «رحيل» الرئيس السوري بشار الأسد و»تكثيف المساعدة إلى المعارضة» السورية.
وجاء في البيان الذي صادقت عليه قرابة مئة دولة غربية وعربية شاركت في المؤتمر «أن المشاركين اتفقوا، وهم يؤكدون بوضوح، على ضرورة استبعاد الأشخاص الذين يمكن أن يزعزع وجودهم مصداقية العملية الانتقالية.
وفي هذا الصدد، اتفق المشاركون على ضرورة رحيل الاسد. وأضاف البيان: لقد قرر المشاركون تكثيف المساعدة للمعارضة. وفي هذا الشأن، سيقوم بعض المشاركين بتأمين وسائل اتصال للسماح للمعارضة بإجراء اتصالات فيما بينها وبالخارج بشكل أكثر أمانًا وبما يتيح ضمان حمايتها في إطار تحركها السلمي. كما دعا البيان «المعارضة إلى الاستمرار في التركيز على أهدافها المشتركة» بعدما ظهرت هذا الأسبوع إلى العلن انقساماتها حول المرحلة الانتقالية وحول تدخل عسكري أجنبي محتمل في سوريا.
كما تعهد المشاركون في المؤتمر بـ»دعم جهود الشعب السوري والأسرة الدوليَّة لجمع الأدلة التي ستسمح في الوقت المناسب بالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان على نطاق واسع وخصوصًا الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإِنسانية».
وطالب المؤتمر «بإصدار قرار من مجلس الأمن وفقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لتنفيذ الإجراءات التي تنص عليها المادَّة رقم 41. ووفقًا لهذه المادَّة يمكن إصدار عقوبات سارية دوليًّا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد دون اللجوء لاستخدام السلاح.
من ناحيته، نفى نائب وزير الخارجيّة الروسية سيرغي ريابكوف «قطعيًا» مقولة: إن بلاده تدعم نظام الرئيس بشار الأسد في الوضع القائم في سوريا.
بدورها، طالبت وزيرة الخارجيّة الأمريكية هيلاري كلينتون أمس أمام المؤتمر بقرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي حول العملية الانتقالية في سوريا مدعوم بعقوبات.
وقالت كلينتون: «لا بد من اللجوء مجددًا إلى مجلس الأمن للمطالبة بتطبيق خطة جنيف التي وافقت عليها روسيا والصين».
كما قال وزير الخارجيّة البريطاني وليام هيغ «سنطالب بإصدار قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع يتضمن بروتوكول جنيف». وقال هيغ خلال اجتماع لأصدقاء سوريا: «لا يمكن الوقوف على الهامش، إذا لم تفرضوا عقوبات وتطبقوها بشكل كامل فستسمحون بمد نظام الأسد بالسبل ليستمر في قتل الشعب السوري.
الى ذلك، أعلن وزير الخارجيّة الفرنسي لوران فابيوس أمس: إن العميد السوري مناف طلاس الذي انشق قبل ثلاثة أيام عن الجيش السوري في طريقه إلى باريس، مؤكدًا بذلك معلومات أوردها مصدر قريب من النظام في دمشق. وأكّد فابيوس خلال مؤتمر أصدقاء الشعب السوري انشقاق العميد دون أن يذكره بالاسم، وأضاف «أنه في طريقه إلى باريس».
ومناف طلاس هو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي.
وعلى الصعيد الميداني، وقعت اشتباكات في أحد أحياء دمشق صباح أمس الجمعة، وذلك غداة يوم دامٍ قتل فيه تسعون شخصًا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، مما أدى إلى مقتل 29 شخصًا على الأقل، حسبما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإِنسان.
وبالرغم من القمع الدموي المتواصل، تظاهر عشرات الآلاف من السوريين أمس الجمعة تحت شعار «حرب التحرير الشعبية»، مطالبين بإسقاط الرئيس بشار الأسد. وقال المرصد في بيان: إن «اشتباكات وقعت في حي كفرسوسة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة».
وذكر المرصد أن القوات النظامية قامت صباحًا بـ»حملة مداهمات واعتقالات في حي الصالحية في دمشق».
وفي محافظة درعا، أفاد المرصد عن أن بلدة نوى تعرَّضت لقصف عشوائي من قوات النظام السوري، مشيرًا إلى «عمليات عسكرية» واشتباكات شهدتها البلدة فجرًا. وقال المتحدث باسم تنسيقيات حوران لؤي رشدان من جهته «قامت قوات النظام بقصف عنيف للحي الجنوبي من بلدة نوى، حيث كان لجأ عدد من المنشقين»، مشيرًا إلى سقوط أكثر من أربعين قذيفة على الحي، ما تسبب بدمار في المنازل وبعدد كبير من القتلى والجرحى.
وأشار إلى أن الناشطين عثروا على «جثث محترقة بالكامل، وأن هناك غيرها تحت الأنقاض».
ومع تصاعد أعمال العنف في سوريا، يتزايد أعداد النازحين الهاربين من بلادهم خوفًا من الموت على أيدي قوات الأسد.
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن أعمال العنف في سوريا أدت إلى تسارع وتيرة الزيادة في أعداد النازحين في المنطقة مع 103 آلاف لاجىء سوري مسجلين أو يتلقون مساعدة في العراق والأردن ولبنان وتركيا، أي أكثر من عشرة آلاف لاجىء إضافي في غضون 15 يومًا. وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن تدفق اللاجئين لا يتوقف في الدول المجاورة.