خسر الشاب الأمريكي (توماس لوبيز) وظيفته يوم (الاثنين الماضي) بسبب شهامته وإخلاصه وإنسانيته؛ فقد كان يعمل رجل إنقاذ بحري في منطقة محددة تتبع شركة خاصة، لا تنقذ من الناس الذين يغرقون في البحر إلا من يسبح في منطقتها التي تشرف عليها، وبمقابل مادي..! ولكن في عشية يوم الاثنين تعالت أصوات النساء على الشاطئ (غريق.. غريق) على مسمع من (لوبيز)، الذي أشك أن له أصولاً أو عروقاً عربية؛ فهب الشاب الشهم من على منصة المراقبة وقفز في البحر لإنقاذ (الغريق)، الذي كان يسبح في منطقة لا يوجد بها منقذون متخصصون، وتحت مسؤولية مرتاديها الخاصة..!
تم إنقاذ الغريق، وتولت (إحدى الممرضات) على الشاطئ العناية به، ونقله للمستشفى للاطمئنان عليه، لكن (توماس لوبيز) تم توبيخه وطرده من عمله؛ لأنه انتهك قوانين وأنظمة الشركة التي تحذر من إنقاذ الغرقى من غير دافعي الرسوم في المنطقة المحمية. طبعاً عدد من رجال الإنقاذ قدموا استقالاتهم احتجاجاً على طرد زميلهم الشهم؛ لأنه أنقذ حياة غريق..؟!
هذه القصة ألا توحي لك بشيء له علاقة بتصرفات بعض (مستشفياتنا الخاصة)، التي تتعامل مع المرضى الذين يسقطون على أبواب الطوارئ فيها بقاعدة شركة (لوبيز) نفسها الاستغلالية والانتهازية، التي تجرم إنقاذ من لم يسبح في المنطقة المحمية برسوم، حتى لو كان يغرق أمام عين المنقذ..؟!
إن السؤال المطروح: أليس في مثل هذه (المستشفيات الخاصة) أطباء في شهامة رجل الإنقاذ أعلاه؟! وخصوصاً أن القانون والنظام يلزمان بإنقاذ حياة أي حالة خطرة أو مصابة تصل إلى الطوارئ حتى ولو لم تدفع رسوم الخدمة؛ لأن إنقاذ حياة البشر لدينا ليس له ثمن..!
وكم نأسف لتلك القصص الحزينة التي تنقلها الصحف والمواقع الإلكترونية وصور الهواتف المتنقلة حول حالات أُهملت أو تُركت تنزف على أبواب بعض المراكز الطبية الخاصة حتى وصل بعضها للوفاة بلا إنسانية!!
والسبب هو خوف الأطباء وعجزهم من التحرك لإنقاذ المريض بسبب أنظمة هذه المراكز الداخلية، التي تمنع علاج من لا يحمل تأميناً أو يدفع رسوم الكشف مسبقاً..!
لن يكون في مستشفياتنا (توماس لوبيز) آخر طالما أن زملاءه لن يتعاطفوا معه لو تمت مساءلته أو فصله بسبب شهامته وإنسانيته في إنقاذ مريض..!
أين شهامتكم يا أطباء المستشفيات الخاصة؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com