تتحدث دول العالـــم الغربـي عن احترام المصالح المشـــتركة عندهـا يجب على كل دوله القيام بدورها في المحافظة على كامل منظومة المصالح، والاستعداد للتحرك الاستباقي لردع أي خطر قد يهدد تلك المنظومة وأي تباطأ أو سوء توقيت في ذلك التحرك سيعود على كامل المنظومة بضرر حجمه يتناسب مع حجم المصلحة لكل دوله.. والسعودية لا تحب أن تتحدث عن نفسها وتختار أن تجعل أفعالها هي التي تتحدث عنها..
فعلى الرغم أن السعودية أكبر مصدر للبترول في العالم وعلى الرغم أنها تملك مقومات صانع السوق وذلك من خلال ضبط حجم الإنتاج والتأثير على معادلة العرض والطلب، فليس من مبدئها، انتهاز الإضرابات الإقليمية أو الأزمات الدولية لدفع السعر نحو الأعلى لتحقيق أرباح استثنائية، بل على عكس ذلك، حيث دأبت على توظيف طاقتها الإنتاجية من البترول للمحافظة على استقرار الأسعار أو تعويض أي نقص في العرض قد يحصل نتيجة الأزمات الدولية وليس من مبدأها كذلك، استغلال سلعة البترول لتحقيق مكاسب سياسية لإيمانها أن استخدام البترول ينحصر في تحقيق أهداف التنمية فقط.. والسيرة الذاتية للسعودية تشهد أن لها أدواراً أخرى تعكس عالمية شعاراتها ونبل مبادئها مثل خدمة الحجاج دون اعتبار لجنسياتهم أو مذاهبهم الإسلامية وإنشاء مركز الملك عبدالله الدولي لمكافحة الإرهاب وتأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات وغيرها من الأفعال التي تحمل رسالة السلام للعالم وتؤدي إلى الاستقرار الإقليمي..
تنتظر السعودية من دول العالم الغربي التي تشاركها منظومة المصالح أن تترجم شعاراتها المعلنة إلى أفعال على الأرض وفق خطه إستراتيجيه تأخذ في الحسبان التوقيت الصحيح وسرعة التحرك لمواجهة مختلف احتمالات التهديد لتلك المصالح..
ومضيق هرمز ممر دولي يمر من خلاله أكثر من أربعون في المائة من احتياج العالم من النفط.. لذا حماية المضيق مسؤولية دوليه مشتركة.
الخلاصة:
السعودية بلد ذات سيادة قادرة على حماية حدودها ومياهها الإقليمية ومن سياستها المعلنة عدم الاعتداء على الغير ومضيق هرمز المائي ممر دولي يمر عبره ثلث الاحتياج البترولي للعالم الغربي الذي انشغل بالملف النووي الإيراني وانشغل بملفات دوليه أخرى أقل أهمية وجعل أمن وأمان إسرائيل هو المقصود من تفسير الشعارات العدائية الإيرانية فأدركت إيران عندئذ خطأ التفسير الذي وقع فيه العالم الغربي فتمادت وهددت بإغلاق مضيق هرمز..
لذا على العالم الغربي أن يتوخى الحذر من سوء النوايا الإيرانية، فسيرتها الذاتية ملوثة بالغدر والخداع وسياستها تنتهج أسلوب التربص وخلق مناخ التوتر والتلاعب بوتيرة العداء، فتارة ترفعها عندما يصغي لها العالم وتارة أخرى تهدئها لتتفادى الصدام.. والعالم الغربي هو المتضرر الرئيس من أي تقصير في حماية منظومة المصالح المشتركة..
وعلية تقع كامل المسؤولية لحماية مضيق هرمز الدولي من الخطر الإيراني.
khalid.alheji@gmail.comtwitter @khalidalheji