سعادة رئيس تحرير الجزيرة - سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:

تعقيباً على ما نُشر في صحيفة الجزيرة في العدد 14502 في منوّعات للكاتب يوسف المحيميد حول حقوق الأطفال، أودّ التعليق بالقول إنّ أوجب الحقوق التي يجب أن يعرفها الطفل هي حق الله وحق الوالدين، ولاشك أنّ الحقوق المدنية بما تشمله من حقوق الحماية الاجتماعية والحقوق النفسية وحق البقاء والعيش بكرامة وحق حفظ ماله سواء أكان هذا الطفل يتيماً أو معاقاً أو مجهول الأبوين، فهو طفل ويولد على الطفرة وليس لأحد حق انتزاع حقوقه تحت أيّ بند أو صفة، ما لم يتوافق مع الشرائع والحق المدني. لاشك أنّ حقوق الطفل وتكريس معناها وتعليمها للأطفال، سوف يحميهم من التطاول والانتهاك والتعذيب والتهميش. إنّ المجتمع يبدأ من الطفل وهو يحبو وليس من المعقولية أن يستمر تجاهل هذه الفترة وما تحملها من قضايا ومسائل تمسُّ حياة الأطفال الذين يغدون غداً كباراً يتعلمون ويبنون ويسهمون في عمارة الأرض والوطن.

إننا نستغفل أنفسنا عندما نتجاوز حقوق الطفل والمراهق، ونهاجم الكل لكي نحصل على حقوقنا ونطالب الآخرين بواجباتهم تجاهنا، الحياة عطاء ووفاء وحقوق وواجبات، وأول من يجب أن يعلم هذا هو الطفل نفسه.

ومن أبرز الحقوق التي تضيع عندما توضع بيد من لا يحسن التعامل معها، الحقوق المالية للأيتام، وما يقع من البعض من أكل المال بحجة الرعاية والقيام عليها ورفضه أو تمنّعه ومماطلته بأداء حق الأيتام بحجج وأعذار واهية: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً} الآية، والخطورة هنا أنّ الطفل اليتيم ينشأ عالة على غيره، بالرغم من أنّ أمواله بيد غيره ولا يعرف حقه في المطالبة والاعتراض، فقد يمدّ يده للحاجة وقد تطول لغير الحاجة ويحصل ما لا يحمد عقباه، على من يخاف الله أن يتقّي الله في حقوق الأطفال «بنين وبنات» من رعاية وحفظ وصيانة وقيام على مصالحهم حتى يكبروا.

والله الموفِّق.

محمد بن سعود الزويد - جامعة الإمام - وكالة الدراسات والتطوير