بعد نشر مقالي (الدِّلم في عيون شعرائها) في صحيفة الجزيرة يوم الأحد 15 من جمادى الآخرة 1433هـ العدد 14465 في صحيفة (ورَّاق الجزيرة) المتألقة، جاءتني تعقيبات أوجزها فيما يلي:
1- أنَّني لم أذكر شعراء سوى الخمسة الذين أوردت نماذج لهم!
2- أنَّني لم أذكر شعراء من قبائل وعوائل أخرى سوى من أوردت نماذج لهم!
3- أنَّني لم أذكر شيئاً من الشعر الشَّعبي (العامِّي)!
4- (وهذا من أغربها) أنّ من أوردت نماذج لهم أو ذكرت أسماءهم ليسوا شعراء!!
ودليل من قال هذا أنَّه لا يعرف لهم شعراً سوى قصيدة أو شبهها!!
5- أنَّني أوردت شيئاً قليلاً مما قيل، ولم أكمل القصائد التي أوردتها!!
ومع جزيل شكري وتقديري لصحيفة الجزيرة بعامة وللمشرف على ورَّاق الجزيرة بخاصة، ومع جزيل شكري وتقديري للقراء الذين نال المقال اهتمامهم وحرصهم وقراءتهم.. أودُّ التعقيب على ما ذكروه بما يلي:
أولاً: وهذا الجواب على خامس الملحوظات أو الأسئلة؛ إنَّ مما يعرفه الكتاب في الصُّحف أنّ الكاتب محدود بقدر معيَّن لا يسمح له بتجاوزه، فلا يمكن أن يكون المقال في صفحتين من الجريدة ليستوعب كل ما نريد قوله ولكي نلم بالموضوع، هذا غير ممكن إلا في حالات محدودة جداً.
لذلك اضطررت لترك نماذج لم أشر إليها، واضطررت لإيراد بعض الأبيات من قصائد أخرى يودُّ بعض القُراء لو وجدها كاملة.
ثانياً: هذا المقال هو الحلقة الثانية من (الدلم في عيون شعرائها)، وكنت قد نشرت الحلقة الأولى قبل زمن في صحيفة الجزيرة، ولذلك لم أورد في الحلقة الثانية ما أوردته في الحلقة الأولى من نماذج شعرية ومن الأسماء التي وردت في الحلقة الأولى من المقال:
1- أحمد بن مرشد بن مسلَّم.
2- عبد العزيز بن صالح بن هليل.
3- فهد بن علي العبودي.
4- ناصر بن عبد العزيز الهذيلي.
وهم شعراء معروفون. ثالثاً: قضية العوائل والقبائل ليس لها أي حساب في البحوث العلمية والأدبية، وإنما ينظر إلى الإنتاج العلمي والأدبي ومدى جودته وجماله بغض النظر عن قائله؛ ولذلك فإنّ من أوردت نماذج لهم ينتمون إلى عوائل كثيرة، وكان نظري للإنتاج لا لصاحبه.
رابعاً: أنا أعلم أنّ في الدلم شعراء لم أورد نماذج مما قالوه عن الدلم؛ ولذلك سبب كبير ظاهر؛ وهو أنّ أكثرهم لا ينشر شعره ولا يسمح لأحد بنشره، فما الطريق للوصول إلى هؤلاء، أما بعضهم فأمره عجيب جداً؛ فقد ذهبت إلى منزله وطلبت منه قصيدته فقال: أنا لا أحفظ شعري وقصيدتي لدى أخي فلان، فاتصلت بأخيه فقال لي: لا أدري أين وضعتها. وأعطيته مهلة أسابيع كنت أتصل به فيها فيقول لم أجدها!!!
خامساً: أما الشِّعر العامِّي الشَّعبي فليس مكانه هنا؛ فورَّاق الجزيرة خاصة بالشعر الفصيح وأنا متخصِّص في اللغة العربية الفصحى، فلم يسبق لي كتابة سطر واحد عن الشعر الشعبي، ولذلك فأجدادنا وأحبابنا من روَّاد هذا الشعر هم في القلب ونقدر لهم جهدهم ونطرب لبعض قولهم، ولكننَّي لا أكتب في هذا الفن، ولا أرى أن يخلط بينه وبين الفصيح. أما العامي فمكانه في المجالس وبيوت الشعر وبطون الأودية وفوق الأعشاب البرية، يستمتع به قائله وسامعه وهو شعر مشافهة وإلقاء كما يقول النقاد.
سادساً: أما الادعاء (الغريب) وهو أنَّ فلاناً وفلاناً ممن أوردت نماذج لهم ليسوا شعراء، وأنَّك لا تعرف لهم إلا قصيدة لكل واحد منهم، فهذا من شر البلية الذي يضحك!
إن من ذكرت نماذج لهم شعراء كبار يعرفهم كثير من الناس ولهم شعر كثير، فأحدهم لديه أربعة دواوين لم تطبع، وأحدهم لديه أكثر من أربعة دواوين مطبوعة... وليس المقياس أنَّك لا تعرفهم، فخلق الله كثير وأنا وإيَّاك عرفنا شيئاً وغابت عنا أشياء، والله تعالى يقول {وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ} سورة هود 85، ويقول تعالى {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (8) سورة المائدة.
أما التعقيب الذي أسعدني فهو رغبة بعض الباحثين في جمع ذلك الشعر ودراسته، وقد أخبرني أحدهم بذلك وهو صديق عزيز يحمل همة عالية وطموحاً وثاباً، وأجزم أنّ في البلد غيره ممن يحملون الرغبة نفسها ويتمتعون بالعزيمة ذاتها، وأنا على استعداد للتعاون معهم وإمدادهم بما يطلبون وتذليل الصعوبات التي قد تعترض طريقهم. سدد الله الخطا وبارك في الجهود.
عبد العزيز بن صالح العسكر
عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية