|
حينما تغيرت قسمات الوجوه دون سابق إنذار... وتمتمت كل الشفاه دون توقف.. لتعكس العيون ما بداخلنا وكأن اللحظات أصبحت مشئومة من جور الفراق... إنه فراق رجل حين أهدى شعبه... أهداه الأمن ... لنهديه نحن صدق المشاعر حياً وميتاً ... وأمام عطائه يقف القلم حائراً يعاني أنات ما يجول في خاطري ليكتب ما يسمعه داخلي من صدى الأحزان... يعاني جر الحروف ولا يستطيع أن يجامل اليوم في هذا الموقف ... ليسجل كلمات منمقة رسمية أو ليخط عبارات المدح المرتبة ... حاولت أن أستدر أبجدية الكلمات فلم أجد لها مخرجاً إلا مخرج الألم .. الألم على فراق (نايف الأمن) فقد اختفت معه كثير من مراسم الفرح... إلا أن ما ورثه لنا من أمن وأمان يدق وتد البقاء في الذاكرة ... وكم نايف تخرج من مدارس وكليات ومعاهد (نايف الأمن) لنراه هنا وهناك وفي كل مكان.
نعلم سيدي نايف... أن الزمن لم يأت إلا ليمضي ... ويمضي معه الأحباب ... ولكن ثقتنا في رب عادل كريم يجزيكم خير الجزاء على ثمرة ما قدمتموه من خير.... ثم فيمن أولاه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ثقته الغالية ليخلفكم ويكمل مسيرتكم (سلمان الأمل) ليغير بهذا القرار ملامح الحزن التي ارتسمت على الوجوه وليخبر العالم بأسره أننا نسكن بلد الرجال ... بلد القادة .... وأن تاريخنا كان بالأمس حقيقة .... حقيقة في زمن (نايف الأمن) وسيبقى حقيقة ما بقيت الأجيال ... ستبقى مع سلمان العطاء ... حكيم الأسرة الحاكمة وصاحب الأيادي البيضاء ... فلن تنسى السويس وأهلها ... ولا الجزائر وجرحاها ... ولا أسر شهداء الأردن ومجاهدي فلسطين ....لن ينسى جرحى باكستان المنكوبين ... ولن تنسى مصر وسوريا بعد حروبها ... ولن ينسى المتضررين من سيول السودان وفيضانات بنجلاديش.... لن تنسى اليمن ... ولن تنسى البوسنة والهرسك لم ولن تنساك يا (سلمان العطاء) أسر الكويتيين الأشقاء.
كل ما حولنا يشهد أنك أهل لولاية العهد ... تظل المستشفيات والمراكز والجمعيات والمجالس والمؤسسات الصحية شاهدة على نبل صفاتك .. تظل الرياض وتربعها على عرش عواصم الدول العربية بل العالمية شاهدة على فيض عطائك ... سيبقى من يستفيد من مركز الأمير سلمان الاجتماعي.. وأسر المعاقين.. ومرضى الفشل الكلوي والمكفوفون والأيتام أسرى لمعروفك وجميل صنيعك ... ستبقى جمعيات البر والهلال الأحمر ولجان أصدقاء المرضى والمؤسسات الخيرية للعلوم ودارة ابن باز لمساعدة الشباب على الزواج ومشاريع الإسكان الخيرية شاهدة على شموخ قامتك..
هنا سيدي ... لا يبقى لنا إلا القسم والعهد على الوفاء وبيعة لكم في أعناقنا ....نشهد الله فيها أنك أهل لما وليت عليه ... ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع .... لك السمع والطاعة في السر والعلن ...في السراء والضراء على الكتاب والسنة ... في طاعة الله ثم طاعة من ولاك أمرنا ...
فمرحباً بكم سيدي (سلمان الأمل) أملاً يمحو كل ألم ...
سائلين الله أن يمد في عمركم على طاعته وأن يزيدكم من إحسانه الذي لا منتهى له وأن يسخر لكم من يدلكم على الخير ويعينكم عليه.
مدير إدارة الموارد الذاتية بصحة الرياض