منذ أن توحدت المملكة العربية السعودية على يد المؤسس العظيم جلالة الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه وهي تنهج منهج الشرع الحكيم الذي نهجه واتخذه دستوراً رئيسياً لهذه البلاد الطيبة ووضع الأسس والثوابت للحكم والذي بموجبه تسلم أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله وحتى وقتنا الحالي عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله عمره، ولعل الشيء الجميل الذي نفتخر به أمام شعوب العالم هو عملية انتقال الحكم في بلادنا الغالية والتي تتم بسلاسة وهدوء بعيدة عن كل المظاهر التي نراها تحدث في البلاد الأخرى من انقلابات واضطرابات تهدف إلى زعزعة الأمن وعدم الاستقرار وجلب الخراب والدمار، وهذا يعود الفضل فيه إلى المؤسس الراحل طيب الله ثراه وإلى الحكمة والعقل من أبنائه الكرام، ولعل آخر حدث لدينا في الأيام الماضية هو تعيين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله لأكبر دليل وشاهد على ذلك، والذي كان مبعث فرح وسعادة بين أفراد الشعب السعودي الذي يثق بقادته ويوليهم الحب والوفاء، ولما للأمير سلمان من خبرة وحنكة في السياسة وإدارة شؤون البلاد كيف لا وهو الذي أفنى شبابه وحياته وضحى بوقته وصحته كل ذلك خدمة لدينه ثم وطنه ومواطنيه، وقد يكون لملازمته لوالده ومن بعده إخوانه الملوك رحمهم الله قد أعطاه ذلك الكثير من الفائدة والخبرة ويبدو ذلك جليا في تعامله مع أبنائه وإخوانه المواطنين سواء عندما كان أميراً لمنطقة الرياض والتي أنا على يقين تام بأنه لن ينسى أيامه التي قضاها فيها بحلوها ومرها فهي التي تعلم بها وهي التي بدأ بها حياته العملية التي تقارب الخمسين عاما، أو سواء عمله الآن بوزارة الدفاع والذي يعتبر بكل صراحة مكسباً كبيراً لمنسوبيها الذين سوف يكتسبون من سموه المزيد من الخبرة ويتعلمون الدقة في التعامل والحرص على السرعة في إنجاز المعاملات وخدمة الناس وتيسير أمورهم بكل أمانة وجدية وإخلاص وهذا هو أسلوب وديدن سموه الكريم الذي عرف به. إن الأمير سلمان يعتبر من الرجال المميزين في المملكة فهو رجل دولة ورجل سياسة ورجل حكمة وحنكة وباختصار هو موسوعة عامة في كل مجالات الحياة حفظه الله.

لقد وفق الله سيدي خادم الحرمين الشريفين في اختياره لسمو الأمير سلمان ليكون عضده الأيمن وولي عهده ونائبه فهو يرى في الأمير سلمان الكفاءة والجدارة والثقة لذلك المنصب ولما يتمتع به سموه من دماثة خلق واحترام وتواضع وذكاء ووفاء علاوة على علمه وفهمه بالسياسة والقيادة والقدرة على إدارة شؤون البلاد وتصريف الأمور.

إن الأمير سلمان رعاه الله يحظى بشعبية كبيرة وتقدير واحترام من أبنائه وإخوانه المواطنين وكذلك من الأصدقاء في الدول العربية والأجنبية وقد بدا ذلك واضحا للعيان في الجموع الغفيرة التي حضرت لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير نايف رحمه الله وتهنئة سموه بالمنصب الجديد وتأكيداً لذلك ما طالعتنا وتطالعنا به صحفنا اليومية من تهاني ومقالات وقصائد تدل على محبة الشعب لقادته وإن كان هذا غير مستغرب من أبناء الشعب السعودي فهو أرث ورثوه من آبائهم وأجدادهم، لقد عبر الجميع عن فرحتهم باختيار سمو الأمير سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، الجدير بالذكر هنا هو أننا قد فقدنا في الأشهر الماضية علمين من أعلام وطننا اللذين أفنيا عمرهما خدمة للدين والشعب والوطن والأمة الإسلامية والعربية إنهما الأمير سلطان والأمير نايف رحمهما الله وهذه قدرة الله عز وجل ولا اعتراض على ذلك ولكن ما يهون مصيبتنا أن الله خلفنا بهما بأخيهما الأمير سلمان الذي حمل الأمانة على عاتقه بكل أمانة وشجاعة واقتدار، نسأل الله أن يغفر لهما ويرحمهما ويجزيهما عنا كل خير وأن لا يحرمهما الأجر والثواب، كما نسأله جل شأنه أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعد ويلبسه ثياب الصحة والعافية وساعده الأيمن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وأن يديم علينا نعمة الدين والأمن والأمان ويحفظ ويحمي بلادنا من كل سوء ومكروه.

قائد مستشفى صقر الجزيرة