لا أفهم لماذا يتخيل موظفو المنافذ البرية والجوية، من جوازات وجمارك، أن المسافرين ملطشة لهم، أو كأنهم يسافرون على حسابهم الشخصي ؟! لا أحد في العالم يواجه ما يواجهه مسافرونا من تعطيل واستخفاف، ولذلك نرى الطوابير البرية تصل إلى عشرات الكيلومترات، يقضي المسافرون فيها عشرات الساعات، من الحر والقرف والإحساس بالإهانة والمذلة ؟!
هل كل ذلك جوازات ؟!
هل كل ذلك جمارك ؟!
أين إذاً التقنية التي يتحدثون عنها ؟! أين التطور الهائل في الأجهزة وفي قدرات العاملين التي يتباهون بها ؟! هذا الموضوع يجب ألا يُسكت عنه. يجب التحرك سريعاً للقضاء عليه. لقد صرنا فرجة للعالم. صار المواطنون السعوديون حينما يسافرون، يتندر بهم العرب والعجم. وهذا ليس لأنهم يسافرون، كل مواطني العالم يسافرون، ولكن لأن المنافذ المتكدسة بالسيارات وبالطوابير المتوقفة، تعطي صورة قبيحة عنهم، وعن جداول سفرهم. الآخرون يظنون أن هؤلاء هم كل مواطني السعودية، تحركوا في دقيقة واحدة، هرباً من بلادهم. لا يعرفون أن هؤلاء يتكدسون في المنافذ، لأن كل الأجهزة الحكومية التي لدينا لم تستطع، منذ خلق الله المنافذ، أن تضع حلاً لحركتها السلحفائية ولكمية التعالي والاستخفاف واللامبالاة، لدى العاملين فيها!