لوزارة التربية نشاط رئيس ومهم ويجب الإشادة به وهو مشاركتها في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بعروض فلكلورية ومسرحية، وبقي هذا هو النشاط الوحيد والرئيس للوزارة
بعد تأجيل مهرجان الفرق المسرحية من قبل مكتب سمو الوزير لمدة ثلاث سنوات متتالية، ويبدو أن المكتب غير مهتم بالطلاب ولا بمواهبهم الإلقائية والمسرحية، فعطل هذا المهرجان المهم للوزارة! ولعله يعود هذا العام كما تعود اللجان التطويرية للأنشطة التي تم تعطيلها أيضاً!
المشاركة في الجنادرية بذلك الزخم الكبير وبحضور سمو الوزير وإشادته بما يشاهده من الطلاب وتشجيعه المباشر لهم، أعطى استمرارية للمشاركة ومتنفساً للطلاب في مختلف مناطق المملكة بتقديم إبداعاتهم في جناح الوزارة بالجنادرية! بالرغم من أن الطلاب يأتون إلى المهرجان دون تعليم مسبق لهذا الفولكلور إلا بجهود ذاتية، فغالباً ما يعلمهم زميل لهم ويدربهم قبل موعد المشاركة! فمن المعلوم أن إدارة التعليم والمدارس غير مهتمة بتعليم الطلاب تراثهم وفلكلورهم الوطني بما في ذلك العرضة، بل إن هناك من يعارض ويوبخ الطلاب لو علم أنهم يمارسون فن العرضة، وتلك الشريحة بعقولها المنغلقة هي التي كانت وراء عدم تطبيق القرار الرسمي بتعليم العرضة في المدارس بأعذار واهية، ويدعم ذلك تراخي المسؤولين في وزارة التربية وعدم الاهتمام بتعليم الطلاب فنونهم التراثية الجميلة ضمن خطة تطبق في المدارس! ولقد استمتعت خلال حضوري لهذه الفعاليات بذلك الحماس والحب من قبل الطلاب وهم يؤدون أهازيجهم الشعبية وتشجيع الجمهور لهم! رغم أنني أجزم أن تلك الفرق الطلابية هي فرق مؤقتة و(مناساباتية) تشارك فقط في الجنادرية، وعندما تعود فإن المدارس تقوم دون رحمة بوأد مواهب الطلاب في حفر النسيان غير مأسوف عليها! ولعلنا نتساءل هل يكتمل التعليم إذا لم يشتمل على تعليم الطلاب تراثهم الوطني وفلكلورهم الشعبي والذي هو في غاية الأهمية لتنمية هويتهم الوطنية والثقافية ويرسخ فيهم حب الانتماء لوطنهم وأصالتهم، ويعلمهم كل جميل من تراث آبائهم وأجدادهم وما فيه من معان سامية من الرجولة والكرم ومحبة للوطن وكل المعاني التي نأمل أن نربيهم عليها؟!
ولا سبيل لكي نعود إلى التراث الأصيل وإلى تراث الآباء والأجداد، إلا بأن يتم تفعيل قرار العرضة السعودية في المدارس، هذا القرار الذي أصدر قبل سنوات ولكنه لا يزال يجد ممانعة كبيرة من بعض المعلمين والمديرين مثلما يمنع بعضهم النشيد الوطني ويزايدون على وطنية وتدين من أصدره!
وبعد أيام قليلة ستحل علينا مناسبة اليوم الوطني، وفي كل عام تظهر الصراعات في المدارس ليتردد السؤال المتعدد الإجابات! هل ستكون العرضة السعودية ضمن برنامج الاحتفال؟! وإذا كانت موجودة فهل ستكون مصحوبة بالطبول أو بـ(الطار) أو بأية آلة حلال أو بدون! النقاشات تنتهي غالباً بأن تُؤدى العرضة ناشفة وقليلة الدسم أي بدون طبل ولا طار! فالمدير لا يريد أن يُصنف أنه علماني أو غير ذلك من التصنيفات التي تعود البعض على إطلاقها، لمجرد أنه سمح بوجود العرضة في الاحتفال! ليكون لسان حاله (الباب اللي يجي لك منه ريح اغلقه وارمي المفاتيح)! أتوقع أن إدارة النشاط الطلابي بالوزارة قد أصدرت خطة عمل لتنفيذ برامج اليوم الوطني ولعلها قد وضعت العرضة ضمن البرامج فالعرضة بجميع أصنافها ومسمياتها هي درس عملي في الوطنية والرجولة يجب أن نعلمها للطلاب، وهذا أفضل بكثير من أن نمنعها فيجدون لا سبيل أمامهم سوى الأغاني الشبابية يملؤون صدورهم بكلماتها المنحطة وكليباتها الهادمة للأخلاق! إن تفعيل قرار العرضة هو من مسؤوليات وزارة التربية وبخاصة إدارة النشاط الطلابي ولو تم ذلك فسنملأ فراغ (اللعب) الممتع عند شبابنا وطلابنا بما يعلمهم جانباً مهماً من الهوية الثقافية والوطنية ويضيف المتعة والترفيه إلى جدولهم الدراسي.
alhoshanei@hotmail.com