طالع أخونا هاتفه المحمول، مستغرباً:
- شكل هذا الاتصال جاي من كابينة ؟!
فردّ عليه صاحبه:
- كابينة ؟! يا أنت قديم، ما عاد فيه كابينة يا أبو الشباب!
أتذكر هذا الحوار، كلما أشاهد أعمدة الكهرباء في بعض أحياء مدينة الرياض. أجل في الرياض العاصمة، وليس في قرية نائية شمال أو جنوب المملكة. تخيّلوا، في الرياض، وفي أحياء وسطها، لا تزال أعمدة الكهرباء، ذات الضغط العالي، تشق عنان السماء. هل نستها شركة الكهرباء يا ترى ؟! هل تعمّدت أن تبقيها حفاظاً على التراث، لكي تجلب السياح لها، وتمتّعهم بمراحل تطوّر الكهرباء عندنا (و كلمة تطور هي مجازية، لضرورة السياق التهكمي، والحقيقة أنّ آخر ما يتطوّر في بلادنا هو الكهرباء)؟!
السؤال الذي يتكرر كل يوم، في أذهان من يعيش تحت رحمة هذه الأعمدة، أو من يمر تحتها أو بجانبها:
- هل الحياة آمنة معها ؟! ألا تشكِّل بما تحمله من ضغط كهربائي عالٍ، خطراً على حياة الساكنين في البيوت أو العابرين في الشوارع؟!
لا نريد أن نسمع أو نقرأ إجابات إنشائية من الشركة. نريد أن نلمس تحركاً حقيقياً على الأرض للقضاء على هذه الظاهرة، وإراحة الناس منها ومن القلق بسببها.