ماهي المواقف الاستثنائية في حياتنا ؟ هي تلك التي لاتتكرر بشكل يومي، ولانعتاد التعامل معها بسهولة، كمثلها تلك الشخصيات الاستثنائية في حياتنا التي لاتقدم لنا إلا كل موقف خلاّق ومؤثر ليس في نفس اللحظة فقط بل قد تمتد آثار مواقفهم لتُغيركل سلبي في حياتنا، وتظل بذلك ذكراهم الطيبة مُخلدة في قلوبنا، فهناك أشخاص كثيرون لايقدمون ولايؤخرون في حياتنا، وهناك أشخاص مقربون منا ويعيشون بيننا لكن لاحضور حقيقي لهم في مواقفنا اليومية، وهناك أشخاص بعيدون عنا لانراهم إلا لأيام أو لساعات لكن لهم تأثير قوي وجميل في حياتنا ولاننسى لهم ذلك الفضل أبداً لأن الشخصيات الإيجابية والفاعلة وإن كانت قلة في زماننا المتقلب هذا، إلا أنها ذات تأثير إيجابي لايمكن أن ينسى، ولها دور فاعل في تشكيل شخصية ناجحة بسبب أفعالها الطيبة ذات الأثر الحسن، ومن تلك الشخصيات الأم الاستثنائية التي ترفض الزواج بعد طلاقها أو وفاة زوجها وتُسخر حياتها لتربية أطفالها ورعايتهم خوفاً عليهم من التشتت والضياع بعد ارتباطها بزوج قد لايستحق تضحيتها بأطفالها، وهناك الأخ الاستثنائي الذي يظل في علاقته بأخواته حميمية وقوية بعد وفاة الأبوين ولايتخذ من الميراث وسيلة للتقرب لهن، بل يصبح كالشجرة الوارفة يظلل بظلاله عليهن خوفاً من إحساسهن بألم الفراق والتفكك، وهناك الزوج الاستثنائي الذي أصبح نادراً في هذا الزمان لكثرة حالات الطلاق والمنازعات الأسرية والاعتداءات على حقوق الزوجات، إلا ذلك الزوج الذي يعتبر زوجته كمثل أخته وصديقته وابنته، ويظل يتعامل معها بمنتهى التقدير والاحترام حتى لو انفصل عنها، لكنه يظل باقياً على العشرة المحترمة من أجل الحفاظ على العلاقة الوديّة مع أم أولاده، متجاهلاً كل رغباته الشخصية واضعاً أهمية التماسك الأسري محل التقدير والاعتبار هذه الشخصية النادرة من الأزواج نحتاج لها في ظل الشكاوي اليومية المستمرة من الكثير من الزوجات ضد أزواجهن اللاتي يعيشون معهن تحت سقف واحد، لكنه يتخذ من التسلط الذكوري أسلوباً للتفاهم مع أهل بيته، وإن كانت لن تتكرر تلك الشخصية الإيجابية ولن تتواجد بسهولة في زمن أصبح كثير من الرجال لايفكرون إلا في أنفسهم، لكن مازالت المحاولات والأمنيات مستمرة في البحث عن شخصية تخاف الله في علاقتها بنسائها مهما اختلفت درجة القرابة بهن، شخصية لاتقدم مصلحتها على مصلحة من حولها خاصة عندما أصبح استغلال المرة سهلاً تحت مبرر الحب أو الزواج أو الصداقة، وهذه المأساة التي نعيشها حالياً مع ضياع مستقبل فتيات ضعيفات بسبب العلاقات العاطفية وغياب الاستقرار العاطفي من منازل أسرهن، والسبب ذلك الرجل الذي من السهل عليه الانسحاب من علاقة عاطفية استمتع بها لشهور وفجأة يرغب التوبة لله والتكفير عن ذنوبه، لكنه لايعلم ماذا جنى بحق إنسانة استغلها لشهورعاطفياً وجسدياً ولم يسع للتفكير في كيفية دعوتها للهداية أسوة بحاله لو كان صادقاً وراغباً التوبة فعلاً، أو ذلك الذي يخطط للانسحاب من علاقة زوجية بهدف رغبته في الزواج من أخرى ولايعلم ماذا جنى بحق زوجته التي أمضت سنوات عمرها في خدمته ورعاية شؤون حياته، لذلك أتساءل هل الرجل الاستثنائي « زوج، أب، أخ « بعاطفته الصادقة موجود فعلاً في حياتنا ؟ وهل ظهورهم يتطلب وجود نساء استثنائيات في حياتهم ؟ أم أن طيبتهم وصدقهم وكرمهم وإخلاصهم بدون استغلال لأي امرأة في حياتهم، هي الاستثنائية الحقيقية التي تحتاجها النساء فعلاً في حياتهن ؟!
moudy_z@hotmail.com - moudyahrani@ تويترhttp://www.facebook.com/groups/381099648591625/- @moudyzahrani