عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قرأت بالعدد رقم 14530 يوم الثلاثاء 20 شعبان لعام 1433هـ الخبر المنشور بالصفحة رقم 12 بعنوان (أمير الباحة مؤكداً متابعته الشخصية للحادثة: تشكيل لجنة عليا ذات ثقة لتقصي الحقائق في وفاة مواطن طاردته الهيئة)، ومضمون الخبر أن سمو أمير منطقة الباحة أعرب عن بالغ ألمه وأسفه الشديد للحادث الأليم الذي وقع بمحافظة بلجرشي، الناجم عن سوء فهم بين المواطن عبدالرحمن بن أحمد الغامدي - رحمه الله - وعدد من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمحافظة، مقدماً سموه العزاء في وفاة المواطن، وسائلاً الله الشفاء العاجل لأسرته.. إلخ. وهنا نتوجه بجزيل الشكر العميق لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، ونقول: هذا ليس غريباً على سموكم الكريم بمتابعة وتفقد أحوال المواطنين، وإنصاف المظلوم، وقضاء حوائج المحتاجين، وهذه الخصال الكريمة من سموكم ليست مستغربة على أبناء الملك عبدالعزيز؛ فقد زرع موحِّد هذه الجزيرة المباركة - طيب الله ثراه - الملك عبدالعزيز حب القيادة للشعب وحب الشعب للقيادة، وأرسى العدل وحكم الشريعة الإسلامية، وأعطى لأصحاب الحقوق حقوقها، وهذا ما ميَّز هذه البلاد الكريمة عن باقي دول العالم في تطبيق شرع الله. ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد عبدالرحمن الغامدي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأن تجد أسرته أيادي بيضاء تقف معها في محنتها، كما نوجِّه سؤالاً لرئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة بلجرشي: ماذا كان موقف الهيئة من هذه الحادثة؟ ولماذا لم نسمع تعليقاً مقنعاً يبرئ ساحة رجال الهيئة من هذه التهمة؟ ولماذا فضلت الهيئة الصمت واكتفت بالإجراءات التي اتخذتها إمارة منطقة الباحة؟ ولماذا لم تتابع هذه القضية؟ ولماذا لم تصدر الهيئة بياناً يوضح موقفها من هذا الاتهام الموجَّه ضد رجال الهيئة؟.. فإذا كان سمو أمير منطقة الباحة تفاعل مع هذه القضية فكان أولى بأن تتفاعل الهيئة مع هذه القضية، وأن تظهر نتائج التحقيقات الأولية، خاصة أن هناك توجهاً من معالي رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحسين الصورة وتقليل الفجوة الموجودة بين رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأفراد المجتمع.
معالي رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد مضت على هذه الحادثة أكثر من أربعة أشهر ولم نسمع أي نتائج حول هذه الحادثة، سوى ما نُشر وقتها عبر الصحف المحلية، وكأن القضايا الخاصة برجال الهيئة تنتهي بانتهاء طرحها في وسائل الإعلام فقط، ومن ثم على المدعى عليه اللجوء إلى القضاء. معالي رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كنا نتمنى أن تكون هناك شفافية في بيانات الهيئة، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تعترف بالخطأ مهما كان نوع الخطأ، كنا نتمنى ألا تبرئ الهيئة رجالها على حساب المواطن، كنا نتمنى أن تكون هناك علاقة قوية بين رجال الهيئة والمواطن، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متابعة قضايا الاتهامات الموجَّهة لرجال الهيئة متابعة دقيقة، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنشاء إدارة خاصة لمتابعة أداء رجال الهيئة العاملين في الميدان، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تقيِّم أداء رجال الهيئة العاملين في الميدان، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف أن تخصص قناة تواصل مع المواطن والمقيم عبر وسائل الإعلام، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تخصص إدارة لبث التوعية والوعي عن دور رجال الهيئة في القضاء على المخالفات الشرعية، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون لديها تعاون فعّال مع الجمعيات الخيرية والاجتماعية لحل القضايا الأسرية والاجتماعية التي تواجه رجال الهيئة، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف أن تبرز العقوبات التي تطول رجال الهيئة المخطئين، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تتحول من جهة عقابية تتصيد الأخطاء إلى جهة إصلاحية تعالج الأخطاء بحكمة، كنا نتمنى من هيئات الأمر بالمعروف أن تفتح منافذ جديدة لرجال الهيئة العاملين في الميدان بعيداً عن التشدد، كنا نتمنى من معالي رئيس هيئات الأمر بالمعروف تخصيص أيام في الأسبوع لاستقبال المواطنين، خاصة من لديهم ملاحظات على رجال الهيئة العاملين في الميدان، كنا نتمنى من رجال الهيئة العاملين في الميدان حسن الظن في الناس.. أخيراً هل نقرأ نتائج التحقيقات حول قضية عبدالرحمن الغامدي في الصحف المحلية قريباً أم تُطوى قضيته كما طويت بعض القضايا السابقة؟
تحية وطن وحب لصاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة على تفاعل سموه مع قضايا المواطنين، وتحية لمعالي رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على جهوده ومتابعته الدائمة لكل ما يُنشر عن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وسائل الإعلام، وتحية لكل رجال الهيئة الذين تعاملوا مع القضايا بالستر.
خالد سعيد المدني - المدينة المنورة