بعد أن دخلت السيارات المفخخة والعبوات الناسفة إلى ساحة المواجهات التي يثيرها المعارضون لعزل الرئيس محمد مرسي أقدم القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي على مبادرة هي الأولى من نوعها، بطلب تفويض من الشعب المصري وأمراً واضحاً لمواجهة العنف والإرهاب الذي أخذ يتصاعد في الشارع المصري. وقد انتهز الفريق السيسي حفل تخرج طلبة الكلية العسكرية ليطلب هذا التفويض من خلال الدعوة إلى مظاهرات مليونية اليوم الجمعة.
هدف السيسي من هذه الدعوة الحصول على أمر صريح وواضح من الشعب المصري من خلال التظاهرات، يأمر الجيش باجتثاث آفة الإرهاب التي بدأت تتفشى، والتي يحاول الإخوان المسلمون فرضها على المصريين، والسيسي الذي كان مديراً للمخابرات في المجلس العسكري السابق لا يريد أن يواجه ارتداداً من الحركات الثورية، تطالب بوقف مواجهة العنف، وترفع من جديد شعار (يسقط حكم العسكر)؛ ولهذا فإنه يطلب تفويضاً لإجراء (استئصال جراحي) للقضاء على الإرهاب، والتفرغ لتطبيق خارطة المستقبل. وهذا العمل الجراحي لا بد من أن يصاحبه الألم، وعلى الشعب أن يطلب تنفيذ هذا العمل، وأن يكون على علم بمقدار التضحيات التي حتماً ستكون أقل كلفة من استمرار العمليات الإرهابية؛ إذ كشف تفجير المنصورة الإرهابي والأعمال الإجرامية في سيناء ومحاولة اقتحام مطار الأقصر أن هناك مخططاً لنشر الإرهاب في أرجاء مصر كافة، وهنا لا بد من اتخاذ موقف حاسم بأمر وتفويض من الشعب، وليس من جبهة أو جماعة أو حزباً. ومع أن الساحة السياسية المصرية تشهد تذبذباً في المواقف، والتي لم تتوافق جميعاً على مساندة طلب السيسي، إلا أن حجم المشاركة اليوم سيظهر بوضوح المواقف، سواء المؤيدة لطلب السيسي، الذي ستمثله حشود ميادين التحرير والاتحادية والمحافظات، أو الرافضة لطلب السيسي الذي ستمثله التظاهرات في ميادين رابعة العدوية والنهضة في العاصمة أو في بعض المحافظات المؤيدة لمرسي.
وقد أوضحت الجهات التي تؤيد طلب الفريق السيسي، ومعظمها في مراكز البحوث العسكرية والأمنية، أن القوات المسلحة والشرطة قد أوضحت وصنفت مصطلح الإرهاب، وهو (كل من يعتدي على المواطنين والمنشآت العامة والخاصة، وكل الأماكن والتجمعات التي تحتوي على أماكن تخزين أسلحة، وجماعات إجرامية مدربة ومستأجرة)، ويدخل في مفهوم الإرهاب الدعوة والتحريض على القيام بالأعمال الإرهابية والعنف والإجرام.
وكشفت مصادر أمنية أنه قد تم توثيق دعوات العنف والتحريض على الإرهاب لعدد من قيادات الإخوان المسلمين بالصوت والصورة، وستقدم إلى قضاة التحقيق لمحاكمة من يدعون للإرهاب.
سيتضح مدى استجابة الشعب المصري لطلب السيسي اليوم، وعندها ستبدأ عملية مواجهة إرهاب الإخوان رغم ضغوط الجانب الأمريكي الذي أصبح غير مفهوم وغير مبرر بالنسبة للمصريين، الذين يستغربون دفاع الأمريكيين عن مرسي والإخوان، وهل هناك (فواتير) لهذا الموقف؟ ما هو الثمن الذي دفعه الإخوان..؟!!
jaser@al-jazirah.com.sa