الشباب هم صناع الحياة، وقيادات المستقبل، وعلى عاتقهم تقع مسؤوليات جسام، نستنهض بها الحاضر والمستقبل. ومع ذلك فقد يُستغل الشباب من جهات خارجية؛ لتحقيق مصالح شخصية تتعارض مع مصالح الوطن، وقد تهدد وحدته الوطنية، وسلمه الاجتماعي؛ الأمر الذي دعا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام
للمملكة، إلى حث جميع شباب المجتمع المسلم قبل أيام “بأن يكونوا عيوناً ساهرة على مجتمعاتهم، وألا أن يكونوا مطايا للأعداء، تُدمر بواسطتهم البلاد والعباد، ولا بد أن يكونوا على وعي وفهم صحيحين، ولاسيما بلادنا هذه التي حفظها الله وحرسها بالإسلام، ومنَّ الله عليها بالأمن والاستقرار والقيادة الحكيمة المباركة”.
هناك من يحاول متعمداً الرهان على الشباب، وإدخالهم في بؤرة المشهد التخريبي، الذي تحكمه أطراف الصراع الخارجي، فأصبحت - مع الأسف - مصدراً للإزعاج، وبثاً للعنصريات، والمذهبيات، وتأجيجاً للكراهية والعداوات، ونشراً للأكاذيب والشائعات؛ كل ذلك من أجل تشتيت المجتمعات، وزعزعة الأمن، وتفرقة الصف.
وشأن كل فكرة خبيثة ألا تراهن على النتائج الفورية، بقدر ما يكون الرهان مستقبلاً تكريساً لمبدأ تشكيل وعي الشباب، ومنظومات قيمية وسلوكية، تظل عالقة في أذهانهم. وفي المقابل، العمل على التشكيك بدور العلماء والمفكرين؛ حتى يفقدوا الحصانة القادرة بموجبها على مواجهة حملات الإفساد، والتضليل؛ وبالتالي فقدان حالة الثقة بين الشباب وعصب الأمة.
من خلال قراءة الأحداث، لا يغيب عن المتابع مدى شراسة الهجمة ضد هذه البلاد، التي تظهر تجلياتها في تخريب عقول الشباب، بعيداً عن المنهج الصحيح؛ ليكونوا صيداً سهلاً لهذه المؤامرات العبثية، التي تحاك لهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وتقرير مصير المجتمعات وفقاً لمصالح خارجية، باعتبار أن مشاريعهم لا تهدد دولة بعينها، بل تهدد الأمة كلها؛ لتغرس بذور الصراع الدموي، الذي أنتج أشواكاً ومآسي على طول الأعوام الماضية.
سيظل علماؤنا الربانيون هم من يتصدرون المشهد العام؛ حتى لا يعبث به المخربون، ومن في قلبه مرض، وهم من سيراهن على شباب الوطن؛ لحماية الوطن كنقطة إيجابية، وليقول شبابنا كلمته الرافضة لأي شكل من أشكال العبث، فانتصارنا لبلدنا هو انتصار للذات، ودفاعنا عنه هو دفاع عن الذات.
drsasq@gmail.comباحث في السياسة الشرعية