سخَّرت الدَّوْلة لقطاع المرور كل الإمكانات المادِّية والبشرية المتمثّلة في الضباط والأفراد والمركبات والأجهزة والمعدات من أجل أن يأمن المواطن والمقيم بعد الله سبحانه وتعالى في طريقه بحيث يسير مطمئنًا على نفسه ومركبته داخل المدينة أو على الطرق السريعة، حيث يقوم رجال المرور بتنظيم سير المركبات في هذه الطرق وتوعية المواطن والمقيم بأنظمة المرور واتباع التَّعليمات التي تُؤدِّي إلى حسن سير المركبات وانسياب الحركة وقد أدخلت الإدارة العامَّة للمرور نظام ساهر للحدِّ من السرعة وأصبح يتخفى تحت الأشجار والجسور ولا ننكر أنّ له إيجابيات لكن كان بودّنا أن يكون نظام ساهر واضحًا في معالمه وأن ينظر في تخفيض المخالفات وألا يضاعفها إذا مضى عليها مدة مُعيَّنة، تقديرًا لظروف بعض ذوي الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون تسديد المخالفة في وقتها فتضاعف عليهم، وكذلك بودّنا أن يهتم المرور ونظام ساهر بإشارة المرور التي أصبح تجاوزها بكلِّ استهتار وعدم مبالاة من المواطن والمقيم.
ونشير هنا إلى أن مرور منطقة الرياض مقصرٌ في المنطقة المنسية من مدينة الرياض وكأنها لا تخضع ولا تخصّ خدمات مرور هذه المدينة ألا وهي المنطقة الصناعيَّة الأولى التي لها أكثر من أربعين سنة منذ إنشائها حيث لا تجد رجل مرور ينظم حركة المركبات داخل هذه المنطقة متسعة المساحة من ورش ومحلات لبيع قطع الغيار، فلعل الكثير منّا قد زار هذه المنطقة لإصلاح مركبته أو شراء قطعة غيار لها.. المركبات يقف أصحابها حسب هواهم أمام الورش وأمام هذه المحلات، فتقف الحركة من دون تنظيم وبدون أن تتحرَّك هذه المركبات لربع ساعة أو أكثر، الكل يريد أن يسير ويتحرك وخصوصًا عند التقاطعات وعند انصراف العمالة وقت الظهيرة وأذان المغرب أو العشاء وكل يوم على هذا الحال وقد كتبت لمدير عام الإدارة العامَّة للمرور مرتين الأولى قبل سنة والثانية قبل ثلاثة أشهر وقد كتبت باعتباري مواطنًا وكلّنا رجال أمن، كما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة - طيَّب الله ثراه- عليه سحائب الرحمة في أكثر من مناسبة بأن الكل رجال أمن العسكري والمدني ولكن لم يحرّك أحدٌ ساكنًا وما زالت المنطقة تعجّ بالفوضى العارمة مروريًا وها أنا أكتب هذه المقالة لعلَّ الأمر يأخذ منحنى الاهتمام من قبل المسئولين وعلى رأسهم معالي مدير الأمن العام الفريق أول سعيد القحطاني، والله من وراء القصد.