لا يوجد لموظفي الهيئة اشتراطات ومعايير مهنية وتأهيلية علمية نطمئن إليها، بل إن موظفي الهيئة يعانون من عدم وجود تصنيف وظيفي لهم، فهم يعيّنون على وظائف بمراتب دنيا ويظلون سنوات بدون ترقية، ويغلب على بعضهم الحماس والطيش في مرحلة الشباب، فيكون الانخراط في عمل التوجيه والإرشاد نوعاً من التطهر المندوب إليه!
عادة حين ينخرط الموظف في عمله يبلَّغ بمهامه ومحاذير الخروج عنها والعقوبات المنصوص عليها نظاماً فيما لو أخل بمهامه أو أساء استخدام السلطة أو تعدى أو.... لكن في حال موظف هيئة الأمر فثمة اختلاف، فلا وجود للائحة عقوبات معتمدة يمكن أن يستند إليها في مقاضاة أفراد الهيئة في حال تجاوزهم؟؟!!
تستند الهيئة في عملها إلى لائحة تنفيذية معتمدة عام 1400 هجري أي قبل أربع وثلاثين سنة ولم أجد لائحة غيرها؟؟
تبدو اللائحة التنفيذية لهيئة الأمر نظاماً أمنياً بحتاً يقوم على الضبط والملاحقة والقبض والتفتيش والإحضار، وهو ما يجعلني أقترح ضم الهيئة للأمن العام مع الإبقاء على مهامها بالتأكيد؛ لأنها مهام تحفظ الأمن الأخلاقي لكن انضمامها لقطاع الأمن بات أمراً لا مناص منه، إذا كنا نريد عملاً مؤسسياً يؤدى دون اجتهادات فردية قاتلة.
وسأورد أدناه بعض مواد اللائحة التي تؤكد أن عمل الهيئة عمل أمني بحت:
(الباب الثاني:
الضبط والقبض والتفتيش والتحقيق.
المادة الثامنة:
لا يجوز القبض على المدعى عليه ما لم تتوافر أدلة ترجح إدانته.
المادة التاسعة:
في جميع الأحوال يجب أن يكون الضبط والقبض طبقاً للأنظمة، والأوامر والقرارات والتعليمات المتعلقة بالإجراءات الجنائية، وعلى وجه الخصوص طبقاً لأحكام الفصل الثامن عشر من نظَام الأمن العام الصادر بالإرادة الملكية بخطاب الديوان العالي رقم 10-8-3817-691 المبلغة بالأمر السامي رقم 3594 في 29-3-1369هـ وعملاً بالمادة 194 من نظَام قوات الأمن الداخلي الصادر بالمرسوم الملكي رقم 30 وتاريخ 4-12-1384هـ، وطبقاً للائحة أصول الاستيقاف والقبض والحجز المؤقت، والتوقيف الاحتياطي الصادرة بقرار وزير الداخلية رقم 233 في 17-1-1404هـ.)
لاحظ أن ضابط الأمن يتلقى تعليماً جامعياً خاصاً يتأهل بعده لمباشرة عمله في التحري والاستيقاف والتحقيق والقبض عند التلبس والتحرز على الأدلة.
موظف هيئة الأمر الذي ظهرت عليه سيماء الصلاح فتعين على بند الأجور إثر شفاعة من إمام المسجد (جزاه الله خير)، ماذا يملك من ثقافة مهنية وتأهيل نفسي كي يباشر عمله ميدانياً يلاحق الناس مدججاً بتجربته الخاصة وفتاوى من هنا وهناك تجعل من الاحتفال بيوم الوطن إثماً لا يُغتفر؟؟؟؟؟؟