خرج من بيته حزيناً . هام في الطرقات لا يعرف ماذا يفعل؟ ولا أين يذهب؟ لاحظ أن أحدهم يرافقه..
وقف معتدلاً.. وقف مثله، تمايل.. فتمايل كما فعل، جلس، فجلس أيضاً. شعر الرجل بضيق شديد فما يحدث له ... هو أمر عجيب، قرر الابتعاد عنه. دخل حارة مظلمة، لا يرى فيها أصابعه.
شعر بالراحة، تحسس المكان لم يكن هناك أحد، ولكن هل يستمر الحال هكذا؟ لا بد من الخروج لتستمر الحياة.. خرج، فوجده ما زال يتابعه، قرّر أن يتصالح معه، نظر إليه مبتسماً لم يرد الابتسامة ولكنه لاحظ عليه الارتياح. رفع يده بالسلام . رد عليه السلام. لم يزد عنه أي حركة بادلها إياه.
دخل غرفته، أطفأ الأنوار، ألقى بجسده على سريره. ولكن هيهات فقد تسلَّل إليه من النافذة. استقر عند سقف الغرفة، استدار ووضع وجهه على الوسادة، وأغمض عينيه، راح في نوم عميق.
استيقظ مبكراً مع الفجر... حتى لا يراقبه ويعرف أين يذهب؟ استمر في طريقه ساعة وهو في منتهى السعادة... حتى رآه مرة أخرى أمامه.. ها قد عاد... ماذا أفعل؟
قرَّر تجاهله حتى كانت الفكرة.. ليقتله.. نعم كان هذا قراره الأخير، ولكنه لا يحب الدم.. لا مفر من ذلك حتى يتخلص من ملاحقته.. لكن كيف؟
حدثه .... لنكن أصدقاء ... ويجب أن نوقع عقد الصداقة... وللصداقة وعقدها طقوس معينة.
... يجب أن نذهب... لمنطقة خالية... على حدود البلدة... ذهب معه راضياً وهو لا يعرف مصيره... هناك حيث لا أحد...
وعندما انتصف النهار.... نفذ الرجل فكرته.