وصف وكيل كلية العلوم بجامعة القصيم الدكتور عبدالله التركي أن منطقة القصيم كانت موقع نزاع بين الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وبين خصومه، وأن معظم المعارك الرئيسة التي جرت للملك عبدالعزيز أثناء توحيد المملكة كانت في القصيم، وأضاف د. التركي أن الملك عبدالعزيز خاض ملحمتين رئيستين أولهما استمرت 32 عاماً وهي ملحة «التوحيد» من عام 1319هـ وانتهت بتوحيد المملكة عام 1351هـ. جاء ذلك في ثنايا سرده التاريخي أثناء مشاركته في الحلقة النقاشية (وحدة وطن) التي نظمها أدبي القصيم بمناسبة اليوم الوطني الـ(83) للمملكة، وأقيمت أخيراً بمقر النادي في مدينة بريدة، إذ أكد التركي أهمية ما قام به الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة الذي وصفه بـ»المعجزة» و»المغامر» نتيجة ما واجه من عقبات وتحديات كبيرة استطاع أن يتجاوزها وينطلق إلى توحيد المملكة. وأضاف أن الملك عبدالعزيز كان يهدف من مشروعه توحيد المملكة إلى إقامة دولة إسلامية حديثة وبسط الأمن والسلام في البلاد كافة، كما كان يهدف إلى بذل السبل ورفع الجهل، وآخر الأهداف هو تنمية المواطن ونقله من الفقر إلى الغنى والجهل إلى العلم ومن الفرقة إلى الوحدة. وأردف التركي أن ملامح الملك عبدالعزيز في تعامله مع القضايا السياسية باقية إلى هذا الوقت من خلال دعمه للتضامن الإسلامي وعدم التدخل في القضايا الداخلية للدول الأخرى والعكس وكذلك دعم المنظمات الدولية التي تساهم في تحقيق الأمن والعدل والسلام في العالم، كما تحدث التركي عن اهتمام الملك عبدالعزيز بالحرمين الشريفين.
ثم انتقل التركي للحديث عن مفهوم المواطنة والمعنى الحقيقي للاحتفال باليوم الوطني، إذ انتقد بعض الممارسات التي تشاهد في الاحتفال ولا تتوافق مع الخلق الإسلامي من تعطيل الشوارع والاعتداء على الممتلكات وخصوصيات الناس وغيرها، كما تطرق إلى من يصطاد في الماء العكر والمصادمة بين حب الوطن والشريعة الإسلامية، كما سرد بعض الأمثلة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في حب الوطن والاحتفاء به. وشدد التركي على أهمية توعية الجيل الحالي وتربيتهم على المواطنة الصالحة وحب الوطن والإخلاص له بقيام كل شخص بأعماله ومسؤولياته المناط به، وختم التركي حديثه بالتأكيد على أهمية أن تتضمن المناهج الدراسية معنى المواطنة الصالحة وتعمقها في نفوس الشباب، وطالب بأن يعمم تاريخ المملكة العربية السعودية وأن يكون متطلباً عاماً لجميع الجامعات.
ثم انتقل الحديث إلى عميد شؤون الطلاب بجامعة القصيم الدكتور خالد الشريدة الذي أبرز النواحي الاجتماعية لتحقيق الوحدة الوطنية وحب الوطن، وشدد الشريدة على أن الإنسان دون وطن يصبح تائهاً وأن الوطن بلا إنسان يصبح مهجوراً، ومن لا يعتز بموطنه لديه خلل فكري ويحتاج إلى مناصحة ومراجعة، وقدم الشريدة سرداً تاريخياً لتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع وحدة الوطن وطرحه لفكرة حق الوطن واحترام أراضيه والممارسة الإيجابية لمفهوم المواطنة من خلال بنود صحيفة المدينة.