في هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين، بدا الاهتمام بالتعليم العالي واضحاً وجلياً لكل متابع، وقد تجلى ذلك في صور متعددة، كان أولها صدور المرسوم الملكي بإنشاء عدد من الجامعات السعودية، وذلك في غرة رمضان عام 1431هــ وكان من بينها جامعة المجمعة، تحقيقاً لمتطلبات التنمية،
وتطويراً للتعليم العالي، وخدمة للمجتمع، حيث الاستثمار الأفضل في الإنسان هو أفضل استثمار على المدى البعيد، وراحة للمواطن من عناء البحث عن الجامعات في المدن الرئيسية.
ومنذ ذلك التاريخ أصبحت تلك الجامعات واقعاً ملموساً وانطلقت في أداء مهامها وواجباتها مستلهمةً دعماً لا محدوداً من وزارة التعليم العالي وعلى رأسها معالي الوزير د. خالد بن محمد العنقري، وبدأت بوضع خططها الاستراتيجية وبناء منظوماتها الإدارية والفنية في مختلف المجالات، تخدم في النهاية ركنين أساسيين هما: أبناء المنطقة بشكل عام، والنهوض بالعملية التعليمية بشكل خاص، وهو ما ظهر أثره في الدعم المعنوي والمادي حيث التشجيع على توفير فرص عمل للكوادر الوطنية في تلك الجامعات، ومباني ووسائل تعليمية ترقى للهدف المنشود الذي أنشأت من أجله.
جامعة المجمعة هي إحدى تلك الجامعات التي خطت خطوات متقدمة، ونافست مثيلاتها من الجامعات؛ وهذا بفضل الله أولاً ثم لمنهجها العلمي الذي تسير عليه والإدارة الحكيمة بقيادة معالي مديرها د. خالد بن سعد المقرن، حيث أصبح الاهتمام بالطالب والمنهج وعضو هيئة التدريس والمبنى التعليمي، سمة الجامعة الأبرز، فطورت الأنظمة التعليمية وافتتحت التخصصات وأنشأت الكليات الجديدة في مختلف المجالات واستقطبت أعضاء هيئة التدريس من الوطنيين والمتعاقدين المتميزين، كل ذلك والجميع يعلم أنه مرّ بظروف صعبة من البنية التحتية التي قد لا تتوفر في مثل المناطق الإقليمية التي تغطيها الجامعة، ولم تقف الجامعة صامتةً أمام هذا الظرف، بل اتخذت خطوات في هذا الصدد سيتحقق معها المزيد من الرقي والتقدم-بإذن الله- ومن ذلك:
* اهتمام متواصل بإنشاء كليات جديدة، تلبي مطالب المجتمع وتحقق التنمية المستدامة التي تنشدها في خطتها الاستراتيجية.
* توقيع عدد من العقود لمشاريع إنشائية -مؤقتة- لمبانٍ جديدة لكليات قائمة بالفعل، وذلك بهدف توفير منشآت تعليمية مجهزة بتجهيزات تقنية حديثة تواكب العصر.
* توفير وتهيئة قاعات المحاضرات بكل السُّبُل التي تفي باحتياجات وتخريج طالب متميز.
* تجهيز مباني ومستودعات حديثة تخدم البنية التحتية للجامعة بما يحقق طموحها.
ولعل من المناسب هنا أن أبين بحكم عمادتي لكلية العلوم والدراسات الإنسانية بحوطة سدير وأوضح دور الجامعة في هذا الصدد، بالشواهد الآتية:
ـ قامت الجامعة باستئجار خمسة مبان جديدة حلت محل المبنى الوحيد القديم الذي لازم انطلاقة الكلية طيلة تسع سنوات، وقد تمثل ذلك في مبنى متعدد الطوابق للطالبات تم تجهيزه بأحدث التجهيزات التي تواكب جميع التخصصات العلمية والأدبية بالكلية، كما تم استئجار مبنى آخر جديد ملحق بمبنى الطالبات ليسع أعداد الموظفات الإداريات اللاتي تم توظيفهن بالمرسوم الملكي الأخير، بالإضافة إلى مبنى الطلاب الذي شمل ثلاثة مبان ومبنى لعمادة الكلية.
ـ توقيع معالي مدير الجامعة مشاريع عاجلة لصالح الكلية، حيث شملت العقود التي تم توقيعها: توقيع إنشاءِ وتنفيذِ مشروع مباني القاعات والمدرجات والمعامل العاجلة لأقسام الطالبات والطلاب بمدة تنفيذ لا تزيد عن ( 18) شهراً, بمبالغ وتكاليف مالية تزيد عن الأربعين مليون ريال.
والمشروع الأخير الذي تبنته الجامعة وقام عليه رجالها المخلصون، لاشك سيكون له الأثر الأهم في مسيرة الكلية، وسيحقق أهدافها ورؤيتها، وحلم الأهالي في توفير بيئة تعليمية متميزة لأبنائهم، فالاهتمام بالعملية التعليمية يمثل هدفا راقيا ورسالة سامية تصبو إليها جميع الحكومات والدول وهو سلاحها المستقبلي واستثمارها الحقيقي.
بارك الله لنا في هذه الجهود، وهذه الرعاية الكريمة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين، ورؤية وزارة التعليم العالي، واهتمام جامعتنا وإدارتها الحكيمة، هنيئا للجميع بما قدم وما سيقدم، وحمى الله وطننا، وبارك في أمر قيادتنا الرشيدة، وكل التوفيق والشكر والتقدير لراعي النهضة التعليمية بجامعتنا الفتية -جامعة المجمعة- جامعة الأمل والمستقبل، معالي د. خالد بن سعد المقرن .